هذه المرّة لتشحذ إيران عصب الشيعة في المنطقة العربيّة اضطرّت لاستخدام «الجِبْت» و»الطّاغوت» عناوين مقالات غاضبة من الأمير تُركي فيصل، على مدى يوميْن نشرت وكالة أنباء فارس مقالتيْن حملتا عنوان «تُركي الفيصل و»الجبت والطاغوت»: من يَسجدُ لِمنْ ؟!»!!
من دون مواربة، وبعيداً عن التعاطي بقفازات لا ناعمة ولا خشنة، «الجبت» و»الطاغوت» في العقيدة الشيعيّة هما صاحبيْ رسول الله صلوات الله عليه، وضجيعيْه، وخليفتيْه، فـ»الجِبْت» عندهم سيّدنا الصدّيق أبو بكر الصديق (رضي الله عنه وأرضاه) صاحب رسول الله في الغار ورفيق هجرتْه الذي قال له رسول الله في غار ثور «لا تحزن إنّ الله معنا»، و»الطاغوت» هو سيّدنا الفاروق عمر بن الخطاب (أمير المؤمنين رضي الله عنه) وماحي إمبراطوريّة الفرس وكاسر شوكتها…
عندما تحتاج إيران لتواجه خطاب الأمير تركي الفيصل في مؤتمر المعارضة الإيرانيّة في باريس إلى استنفار أحقاد تبلغ أبو بكر وعمر، فهي تعلن الحرب «الشيعيّة» على «أهل السُنّة» أولاً وعلى الحرمين الشريفين ثانياً، وعلى الحجرة النبويّة الشريفة في مدينة رسول الله التي حرّمها كما حرّم إبراهيم الخليل مكّة المكرّمة، وليس على «آل سعود» كما هو ظاهر التهديدات الإيرانيّة المجنونة!!
الأمر بهذه البساطة، وبهذه الفجاجة، ولا يستطيع أحد أن ينفي أنّ يُنكر أنّ «الجبت» و»الطاغوت» في عقيدة الشيعة هما صاحبيْ رسول الله صلوات الله عليه، وسبق وتناولنا الكثير من الكتب الكبرى للشيعة، وسقنا منها أدلّة كثيرة على ما ذهبنا إليه، لذا هذه المرّة سنتوقف فقط عند الخميني «كسرى» إيران في القرن العشرين، إذ يطلق الخميني على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما (الجبت والطاغوت) ويسميهما (صنمي قريش) ويرى أن لعنهما واجب، وأن من يلعنهما ويلعن أمهات المؤمنين عائشة وحفصة ابنتيهما، وزوجتي رسول الله صلى الله عليه وسلم له فضل وأجر عظيمان، وقد أصدر الخميني مع جماعة آخرين نص الدعاء المتضمن مهازل كفرية عن تحفة العوام [ص 422-423] المطبوع في لاهور ومشهور بعنوان «دعاء صنمي قريش»!!
ويكفي أن نقرأ عند الخميني في كتابه «كشف الأسرار» [107-108] قوله: «وإننا هنا لا شأن لنا بالشيخين، وما قاما به من مخالفات للقرآن، ومن تلاعب بأحكام الإله، وما حللاه وحرّماه من عندهما، وما مارساه من ظلم ضد فاطمة ابنة النبي وضد أولاده، ولكننا نشير إلى جهلهما بأحكام الإله والدين، إن مثل هؤلاء الأفراد الجهال الحمقى والأفاكون والجائرون غير جديرين بأن يكونوا في موضع الإمامة، وأن يكونوا ضمن أولي الأمر» لنعرف أنّه عندما تذهب العناوين في طهران إلى الجبت والطاغوت فهذا يعني أنّها «دقّت النّفير»، لذا على الأمّة أن تتأهّب لمواجهة إيران في المنازلة الكبرى.
الأمير تُركي الفيصل أثار حال جنون غير مسبوقة ضد المملكة العربيّة السعوديّة امتدّت من لبنان إلى إيران، من يتابع الوكالات الإيرانية ومواقعها الإخباريّة في طهران، أو صحفها في لبنان يُدرك أنّ إيران ترتعد قلقاً وخوفاً من مجرّد كلمة ألقاها مدير الاستخبارات السعودية السابق، فعناوين المقالات التي دُبّجت في بيروت وطهران والتهديدات التي أطلقت ضدّ «آل سعود» من مستوى محسن رضائي أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام الذي هدّد السعودية أمس عبر صفحته على موقع فايسبوك فكتب: «رسالتنا الى آل سعود هي أننا لا نغضب سريعاً لكننا لو غضبنا فسوف لن نبقي لآل سعود أثراً على وجه الارض»، وصولاً إلى «أبو عزرائيل» (أيوب فالح الربيعي) إرهابي الحشد «الشيعي» الذي هدّد بالأمس السعودية بـ»سيف» إيران،
هذه «الرُّسْتُميّة» الإيرانيّة تثير الضحك فقد وجدنا أنفسنا أمام دولة «سكّت فيها الرُّكب» من خطاب قصير، فيما تدّعي أنّها إمبراطوريّة عاصمتها بغداد!!