Site icon IMLebanon

هــل يـبقى لـبـنـان مُحيّداً عــن نــار الإجتياح الــتركــي ؟

 

تحدث سفير لبنان سابق، عن أن لبنان محصّن على المستوى السياسي أمام التطورات الدراماتيكية في الشمال السوري، حيث تجري عملية خلط أوراق إقليمية ودولية في آن، ستؤدي إلى انقلاب واضح في المعادلات في المنطقة، وتفتح صفحة جديدة من العلاقات ما بين الدول العربية من جهة، والدول الإقليمية من جهة أخرى، ويعتبر السفير أن مسار المعارك الدائرة في شمال سوريا واضح ومرسوم وفق أجندة أميركية في الدرجة الأولى، بدأ الرئيس دونالد ترامب بتنفيذها من نيسان الماضي عندما تحدث عن سحب القوات الأميركية من سوريا، واستكملها أخيراً من خلال التفاهم مع تركيا على حدود العملية العسكرية التي تنفّذ اليوم من خلال الاجتياح التركي لقرى وبلدات الشمال السوري.

 

وفي هذا الإطار، يطرح السفير تساؤلات عن الأجندة العربية المقابلة لهذه الأجندة الأميركية ـ التركية، وذلك في حال لم تأتِ النتائج على مستوى التطلّعات التوسّعية التركية، إذ ان ما يسجّل على هامش الاجتياح التركي من عودة لإرهاب تنظيم «داعش» من جديد، ينذر بضرب المخطّطات والسيناريوهات المطروحة، خصوصاً في ضوء موقف أوروبي رافض لكل ما يجري تحت ذريعة حماية الأراضي التركية ومحاربة الإرهاب، كما برّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هجومه العسكري على الأراضي الشمالية السورية.

 

ويؤكد السفير أن هذه العملية لن تنتهي سريعاً، وإن كانت حدودها واضحة بالنسبة للإدارة الأميركية بشكل خاص، وليس بالضرورة لتركيا التي لن تتوقف إلا عندما تنجز مخطّطها بإنشاء منطقة عازلة وآمنة من أجل إعادة النازحين السوريين، مع العلم أن الاجتياح التركي قد رفع عدد النازحين السوريين، إذ أضاف إليهم نحو مئتي ألف لاجئ جديد من القرى أل23 على الحدود السورية ـ التركية. ولذا، يتوقع السفير استمرار «التسليم» الأميركي لأنقرة في هجومها على شمال سوريا، لافتة إلى انعكاسات خطرة لمصالح الولايات المتحدة الأميركية في أكثر من ساحة في المنطقة، ولكنه في الوقت نفسه، يعتبر أن لبنان محيّد إلى حدّ ما عن هذه النار وتردّداتها، مع العلم أنه غير محيّد مالياً واقتصادياً عن الاشتباك السياسي الكبير الحاصل في المنطقة.

 

ويضيف السفير نفسه أن هذا الواقع لا يعني الاستهانة بالتردّدات المرتقبة على المدى الزمني الطويل والمتوسّط، وليس أيضاً على المدى القصير، لأن أي مقاربة لعنوان «النزوح السوري» ستتناول لبنان في أكثر من جانب، وخصوصاً أن كل ما يحصل لا يبدو مفاجئاً بالنسبة لعواصم القرار التي تتابع ملف النازحين السوريين في لبنان، كما في تركيا والأردن.

 

لذلك، يبدي السفير خشية من أن يبقى الموقف الدولي على حاله من الاستنكار والتنديد بالاجتياح التركي، ولكن من دون أي خطوات ميدانية جدية ومؤثّرة في المسار الذي يسلكه الواقع الميداني العسكري، وذلك في ضوء تنامي المخاوف من عودة عنيفة لتنظيم «داعش» على المسرحين العربي والدولي في المرحلة المقبلة.