هل صحيحٌ أن المسألة منتهية، ولا لزوم للسؤال، ولا للانتخاب؟ يجيب المجيب متى عُرِف السبب، بطل العجب. أما السبب فواضح وفجّ وعلى عينك أيها المنتخب. ففي الجنوب تكليف شرعي، أين منه التكليفات الشرعية الأخرى، التي رأينا هزالها وعدم جدواها في بيروت. وعندما يكون الأمر في الجنوب على هذا المنوال، فعبثاً “يسوّد” المتمرّد الجنوبي وجهه، وصوته الانتخابي المضادّ الذي سيذهب في رأي “العالمين بالغيب” أدراج الرياح. لكنْ مهلاً. فأنا ابنة الجنوب، ولن أرضخ للتكليف الشرعي المعمول به في منطقتنا التي ينكبها ليس العدوّ الصهيوني فحسب، بل تنكبها أيضاً تكليفات “إلهية”، تمنع بصيص الضوء والهواء والأمل.
لن أرضخ، وأطلب من مواطِناتي ومواطنيَّ عدم الرضوخ. عندي لكنّ ولكم تكليف شرعي، يا بنات منطقتي وأبناءها:
تكليف شرعي ضدّ التكليفات الشرعية؛ تكليف شرعي ضدّ الطاعة العمياء وضدّ القطيعية والاستبلاه واثارة الغرائز الطائفية والعصبية والمذهبية والعائلية المُذلّة والمهينة؛ تكليف شرعي ضدّ المال الديني والسياسي؛ تكليف شرعي ضدّ الترهيب الشرعي بالويل والثبور وعظائم الأمور، إذا خطر في بال إحداكنّ، أو أحدكم، التصويت “غير الشرعي” بعيون مفتّحة وعقول رافضة؛ تكليف شرعي ضدّ اليأس العبثي والموت العبثي والظلام العبثي؛ وتكليف شرعي ضدّ التكفير الشرعي.
ماذا بعد؟ قبل أيام من الانتخابات البلدية في منطقة الجنوب، إليكم رأيي بالمختصر المفيد وبالعربي الدارج، ربّما لأن اللغة الفصحى لا تصل مباشرةً إلى القلوب، ولا تفعل فعلها في الرؤوس:
اللي صار ببيروت، لازم تنتقل عدواه إلى كل المناطق اللبنانيي، وخصوصي منطقة الجنوب. ليه؟ لأنّو لايحة “بيروت مدينتي” تمرّدت عَ الفساد والنهب والتبعية والطائفية والعائلية والمحسوبية، اللي بيمثلها “التكليف الشرعي” بلايحة “البيارتة”.
هونيك ببيروت كان في تكليف شرعي، وهون بالجنوب في تكليف شرعي. الأصوات إللي ربحتها لايحة “بيروت مدينتي” لازم يربحها أهل الجنوب مرة ومرتين وتلات مرات. يعني: أضعافاً مضاعفة.
هيدا هوّي التحدي الكبير: تأليف لوائح “الجنوب ضيعتي”، “الجنوب بلدتي”، الجنوب مدينتي”، بوجّ لوايح التكليفات الشرعية. شو ما كانت النتيجة تكون. لازم الكلّ يعرفو إنّو أهل الجنوب مش بالجيبي. وإنّو هنّي بيصنعو مصيرن بإيدن.
نحنا كلّنا ضدّ إسرائيل بالداخل والخارج. هيدي مسألة مفروغ منها، ومش موضع نقاش ولا تساؤل. بس نحنا كلّنا كمان ضدّ العدمية والتبعية والتسلبط ع الناس والتحكّم بأمورهن الحياتية والمعيشية، وخصوصي خصوصي ضدّ التحكم بأفكارهن السياسية. إلى الجنوب درْ: تكليف شرعي يوك!