IMLebanon

الزيارة الأكثر أهمية هل تكون مهمة مستحيلة؟

 

تكشّفت المناظرة التلفزيونية التي أُجريت قبل يومين بين المرشحة الديموقراطية للرئاسة الأميركية كاميلا هاريس ومنافسها الجمهوري دونالد ترامب عن الدور المهم الذي تلعبه إسرائيل في القرار السياسي الأميركي سيّان أكان هذا القرار على أعلى المستويات الرسمية والسياسية عموماً أم على مستوى القاعدة الشعبية وأبرز تجلياته في صندوق الاقتراع، وتحديداً في الانتخابات الرئاسية. وبقدْر ما حاولت هاريس أن تتجاوز هذا المطبّ الانتخابي الصعب بقدر ما ركّز عليه دونالد الذي بلغ به الاندفاع في التشديد على الموقف الداعم للكيانَ الصهيوني المحتل أرض فلسطين، حدودَ الجزم بأن إسرائيل ستزول بعد سنتين إذا لم يُعِدْهُ الناخبون الى البيت الأبيض، بينما ركزت كاميلا على أن العكس صحيح فعودة منافسها الى رأس الإدارة الأميركية ستنعكس سلباً ليس على الشعب الأميركي وحده، إنما خصوصاً على «شعب الله المختار».

ومثل هذا الصراع بين المرشّحَين الرئاسيين المتنافسَين على أيٍّ منهما سيكون الأكثر ولاءً لإسرائيل والأشدّ وفاءً في خدمتها يأخذ بعده في هذه المرحلة انطلاقاً من التحول الكبير في الشعب الأميركي ووسائط إعلامه تأثراً بحرب الإبادة التي يشنها العدو الصهيوني على المدنيين الغزّاويين من أطفال ونساء وشيوخ، وانعكاس ذلك على دافع الضرائب الأميركي للمرة الأولى في تاريخ الصراع في الشرق الأوسط جرّاء تفاقم همجية العدو ووحشيته. ثم إن نتنياهو لم يخفِ مرة أنه يؤثر عودة ترامب الى البيت الأبيض، ومغادرته من قِبَلِ نائبة الرئيس الحالية.

في هذا الوقت يستأنف الموفد الأميركي عاموس هوكشتاين رحلاته المكوكية الى المنطقة في مهمة في فلسطين المحتلة ولم يتأكد، بعد، ما إذا كانت ستشمل لبنان كذلك، وإن كان في صلبها ما تشهده حدودُنا مع العدو وما يتجاوزها بُعداً جغرافياً، من حرب ترتفع وتيرة تصعيدها يومياً بنسبة عالية. وإذا صحت التسريبات فإن عاموس يحمل رؤية واشنطن المتشائمة لما ستحمله الحرب الشاملة على لبنان من مخاطر وكوارث لجانبَي الصراع. وأغلب الظن أن نتنياهو لن يأخذ بنصيحة التهدئة وهو الذي يعمل، علناً، لدعم ترامب ويسعى لأن تسقط مساعي الهدنة والتهدئة إن في غزة أو على الحدود الشمالية مع لبنان، على أمل نجاح الرئيس الأميركي السابق في الماراتون الرئاسي وإطلاق يد رئيس الوزراء الصهيوني الذي سيمثل، في الأسابيع المقبلة، أمام القضاء بتهمٍ عديدة أهمها الفساد واستغلال السلطة.