Site icon IMLebanon

تغريدة فرنجية: قلق من عون و«لفت نظر» للحريري

بين 22 أيلول 1988، و28 أيلول 2016، 28 عاماً ناقصة ستة أيام، و«تغريدة» دوّنها رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية عبر حسابه على موقع «تويتر»، مذكِّراً «من يعنيهم الأمر»، بما يراه تشابهاً بين المرحلتين: «إذا اتفق (الرئيس) سعد الحريري مع (النائب ميشال) عون وسمّاه لرئاسة الجمهورية، سيحصد نفس النتيجة حين سمّى الرئيس أمين الجميّل عون رئيساً للحكومة عام 1988».

فرنجية، الذي وإن لم يسمع كلاماً صريحاً من الحريري حول نيّته السير بترشيح رئيس تكتّل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية، فلا شكّ في أن القلق يساوره بأن يصل الحريري في نهاية جولته على القوى السياسيّة، إلى خلاصة دعم ترشيح عون، في مسعىً لحلّ الأزمة الرئاسية بالبلاد، ووقف التآكل الذي يصيب تياره والزعامة التي ورثها عن والده، من بوابة ترؤس الحكومة مجدداً.

وليس غريباً أن يكون موقف فرنجية سلبياً إذا أقدم الحريري فعلاً على اتخاذ قرار السير بدعم عون، بعد أن كان فرنجية قد طلب من الحريري في السابق، إذا قرّر العزوف عن ترشيحه والذهاب نحو ترشيح آخر، أن لا يعود إلى خيار ترشيح عون. فضلاً عن أن عون، بالنسبة إلى فرنجية، قابل ترشيح الحريري له برفض تام، ومن ثمّ شنّت وسائل إعلام التيار الوطني الحرّ حملة إعلامية على رئيس تيار المردة، قبل أن يتوّج انفصال فرنجية عن عون بالتحالف الجديد بين الأخير ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وترشيح القوات لعون.

وفيما يرى البعض في كلام فرنجية عبر «تويتر» موقفاً كيديّاً من خطوات الحريري، وواحدة من «الخطوات غير الموفّقة إعلامياً»، وقطعاً تامّاً و«غير مبّرر» للعلاقة مع عون، مرشّح حزب الله حليف فرنجية الأساسي في البلاد، فإن أطرافاً أخرى في البلاد، وتحديداً في فريق 8 آذار، فقدت حماستها لعون، بل أكثر، منذ بات الأخير مرشّح جعجع. وتوافق هذه القوى فرنجية على موقفه الأخير، مع أنها لا تجاهر به احتراماً لموقف حزب الله من عون، وترى أن فرنجية أحسن بمقاربة المرحلة التاريخية في تغريدته، مع اختلاف ظروف المرحلتين طبعاً.

في المردة من يشرح تغريدة فرنجية بتفسيرها الحرفي: «مع اشتداد الأزمة الرئاسية في البلاد في ذلك الحين، وتحالف عون وجعجع لإسقاط ترشيح الرئيس الراحل سليمان فرنجية، ثمّ إسقاط الثلاثي عون ــ جعجع ــ الجميّل ترشيح مخايل الضاهر، ظنّ الجميّل أن خياره تكليف عون رئاسة الحكومة العسكرية، سيضمن حماية عون والجيش له من تهديدات جعجع، الذي ازداد غضبه على الجميّل بعد تكليف عون. وبعد أقل من أسبوعين على تكليف الجميّل لعون رئاسة الحكومة، دخلت القوات اللبنانية إلى المتن (3 تشرين الأول 1988)، فيما رفض عون الدفاع عن الجميّل». ويتابع مصدر بنشعي بالقول إن «الجميّل فهم حينها رسالة عون، ثمّ فهم رسالة جعجع التي أرسلها (الوزير السابق كريم) بقرادوني إلى زوجة الجميّل (جويس الجميّل)»، بأن «جعجع بيقتل… فما كان أمام الجميّل إلّا ترك البلاد، لينقضّ عون لاحقاً على جعجع ويشعل حربين انتهت بخسارة المسيحيين كل شيء… فهل سينقضّ عون على الحريري كما فعل مع الجميّل وجعجع حين تسنح له الفرصة مستقبلاً، مؤسّساً لاشتباك جديد في البلاد؟».

وإذا كان تفسير مصادر بنشعي، حرفيّاً، لكلام فرنجية، فإن في 8 آذار من يشرّح أوجه الشبه بين المرحلتين، في السياسة. يقول مصدر قريب من رئيس المجلس نبيه بري، إن «ترشيح الحريري لعون في هذه اللحظة، ومع أنه يبدو تثبيتاً للطائف، إلّا أنه بالنسبة إلى عون حدث تأسيسيّ، قاتل عون لأجله طويلاً قبل الطائف وبعده، وهو بناء الجمهورية الثانية كما يراها، وهو بالتالي بالنسبة إلى فرقاء آخرين، لا يراعي قواعد اللعبة اللبنانية الحالية التي نشأت مع الطائف ولم تتغيّر إلى هذه اللحظة». ويتابع المصدر بأن «الترشيح إذا حصل، سيكون الفرصة بالنسبة إلى عون، لإدخال البلاد في لعبة توازن جديدة، لا يمكن أن تصل إلى نتيجة إيجابية في ظلّ الظروف الحالية في المنطقة، بل الأرجح إلى العكس، تماماً كما حصل مع عون، الذي لم يقدّر الظروف الإقليمية في 1990، وخاض حرباً ضد سوريا في الوقت الذي كانت فيه سوريا قد حصلت على تكليف عربي ودولي في ذلك الحين لإدارة الملفّ اللبناني». ويقول المصدر إن كلام فرنجية يمكن اعتباره «لفت نظر للحريري، كما إلى الرئيس نبيه برّي والنائب وليد جنبلاط، وربّما إلى حزب الله أيضاً، خصوصاً أن عون هذه المرّة ليس خصماً لجعجع، بل حليف وثيق له، وبمثابة وليّ العهد الجديد».