حضنوه بكل فرحهم، بقلوبهم التي لم تطمئنّ سوى برؤيته، بأكثر من ثلاثين ألف «كلنا معك» ضجت بها الشوارع المحيطة بـ «بيت الوسط» وأروقة وشرفات القصر الداخلية، وأكثر من مئات آلاف الصور والفيديوهات والتغريدات والتعليقات والتدوينات، بلهفة فاقت كل الانتظار والتعب وزحمة البشر، بات اللبنانيون امام لحظة لن تنسى، لحظة الاحتضان الشعبي العارم، على ارض منطقة «باب ادريس» في وسط بيروت مباشرة، كما على مواقع التواصل الاجتماعي من كل لبنان افتراضياً، وكذلك بالعيون الشاخصة على الشاشات اللبنانية منذ وصول الرئيس سعد الحريري الى «أرض الوطن» فجر الاربعاء وتوجهه مباشرة الى ضريح والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
تسعة عشر يوما ومواقع التواصل الاجتماعي لم تهدأ ولم تستكن، ترقص «من دون دف»، غليان لم يسبق له مثيل مواكبة لأي حدث لبناني منذ اكثر من 12 سنة. على صفحاتها أثبت الجميع ان دور الحريري اكثر من ضروري وبنيوي في الحياة السياسية اللبنانية، وأيقن المشككون ان شعبية الحريري فوق اي تخط او تجاهل او استهتار. غلب اللون الازرق على صفحاتها بهدير الصور من قلب الحدث، لا يحتاج الوضع الى محلل او متخصص في القضايا: جمهور تيار «المستقبل» حاضر حضور الجندي في ميدان المعركة، لبى النداء بحضوره الشخصي كما بتغريداته المختزلة في لحظة مختلفة واستثنائية. يؤكد حسام طالب على صدق جمهور «التيار» في حبه للرئيس كاتبا «تعرف العواصم فرسانها، لا تخطىء، لا تنطلي عليها الروايات، لا تبهرها الاوسمة المهربة، لا تصدق الذهب الدجال، لا يغشها الزمن الغشاش، ومن تصدقه العاصمة وتحبه يبايعه الوطن #سعد_الشعب_اللبناني #ضمانة_الوطن»، اما عبد الرحمن زيلع فأصر على اظهار تطرف جمهور المستقبل في حبهم للزعيم الوطني والمعتدل وكتب «من الجميل ان تكون في بيت الوسط… اما في محبة سعد الحريري فمن المعيب ان تكون في الوسط… متطرفون في حبك دولة الرئيس».
الوافدون الى بيت الوسط لم يأتوا لرؤية الحريري كمشاركين في حدث عابر، كل شخص تواجد مع اصرار على دوره الفردي باظهار أهمية دعمه للرئيس الحريري كزعيم وثقته بقراراته وخطواته الوطنية، ولو تطلب الامر مشقة اجتياز مسافات المناطق البعيدة نزولا الى العاصمة في ظل الطقس العاصف. الحديث هنا عن الاوفياء الذين خطوا بلهفتهم واصواتهم وتفاعلهم الختام الشعبي الجميل للأزمة، فعبر عبد المنعم عمايري من بلدة لالا عن اصرار اهالي البلدة الجبلية على المشاركة في استقبال الحريري بالقول «اوفياء لالا مثلوا بلدتهم خير تمثيل خلال استقبال دولة الرئيس سعد الحريري عصر امس، فيما تعذر وصول الرسميين لتراكم الثلوج على مداخل البلدة»، فيما انتشرت تغريدات الشكر لمناصري المستقبل في طرابلس على مشاركتهم، فكتب هيثم طالب «اهلنا في طرابلس شكرا لكم، شكرا لكل من ساهم وشارك في وقفة الكرامة»، وبدورها لفتت سعدا الحلبي الى استمرارية حب اللبنانيين للبيت الوطني الذي دعمهم «هذا هو بيت الوسط الذي طاف بالمحبين لدولة الرئيس سعد الحريري. التاريخ يعيد نفسه رحم الله الشهيد رفيق الحريري الذي كان يفتح قصره لاستقبال اللبنانيين. اشتقنالك كتير وجينا من كل لبنان لنشوفك».
كما غرد ابو قصي الكردي «لبينا النداء مع الاوفياء من كل لبنان تجمعنا في وسط بيروت وبيت الوسط وساحات الحرية لنؤكد على سيادة وحرية وعروبة لبنان ونكمل المسيرة مع الشيخ سعد الحريري»، وعلق احمد فردوس على المشهد الشعبي الحاشد بالقول «لازم كل لبناني شريف محب لوطنو ياخد العبرة من هيدي الصورة وينبذ الطائفية والمذهبية يلي ما بتخدم الا اعداء الوطن»، وكذلك قال حسين الريم «ما رأيناه اليوم ليس حالة شعبية عابرة انما قاعدة اساسية متينة مبنية على الوفاء والمحبة والاخلاص لعائلة نذرت حياتها في سبيل بقاء الوطن من رفيق الحريري الى سعد الحريري #مسيرة_وطن». من جهته اعتبر الناشط جميل السيد ان الحشود التي أمت منزل الحريري قامت بواجبها البديهي تجاه ما قدمه الرئيس في خدمة استقرار الوطن «نعم مهما قدمنا لك من الولاء مهما رفعنا لك من الرايات محبتك تفوق كل تصور وكلام. انت قائد وحدت كل لبنان وجمعت اطيافه بمحبة وايمان».
انتشرت صور الرئيس سعد الحريري من منزله وهو كمواطن بين المواطنين، يشق طريقه بصعوبة بالغة بين الحشود وسط تدافع رجال الأمن تأمينا لطريقه، يلقي السلام السريع والقبل، يتحدث لغتهم وينظر نظراتهم، ويشاركهم صور اطفالهم. مشاهد من فرادة ما يصدر من عفويته وتواضعه. يمكن أيا كان أن يعمل على حملة شعبية وجماهيرية منظمة تنتشر بكثافة على مواقع التواصل، لكن سعد الحريري وحده يعيد الجميع انصارا، حدودهم الوفاء للوطن، والصدق في التعاطي والولاء. تسأل مروى سليمان «متى تتأكد انك انتصرت؟ عندما ترى ان العالم بأسره ينتظر عودتك»، فيما وصف هانو عمار علاقته بالرئيس الحريري قائلا «تتعلق به ويغدو حبيب الشعب، ارفع رأسك يا سعدنا وانظر الينا اتينا من كل بقاع لبنان لنؤكد اننا معك، الى قمم المجد وذرى العظمة يا سعد لبنان»، وفي الاشارة الى أعداد المواطنين الغفيرة التي توافدت الى «بيت الوسط» بعفوية وايمان وحب كتب مصطفى هاشم حمامي «هون ما كان في هارون هون كان في ناس بتحبك».
اما صونيا عجاج فاختارت ان توجه سؤالها على صفحتها على «فايسبوك» الى كل من ما زال يشكك في شعبية الرئيس الحريري وكتبت «عم بتشوف؟ عم بتسمع؟ #تيار_المستقبل_لم_ينته #و_لن_ينتهي»، ولفت عمران الجمل الى تخطي حالة الحريري الشعبية مؤيدي «تيار المستقبل» حصرا قائلا «بتحب الحريري او بتكرهو انت معو بالسياسة او ضدو هوي زعيم ابن زعيم شئنا ام أبينا انو قلو وزنو بالبلد»، اما عبودي علي فتوجه في تغريدته الى الحريري مباشرة بالقول «جينا عبيتك بيت الوسط لنجدد الوعد والعهد لعيونك يا سعد جينا حتى نقلك انت قائدنا للأبد»، واخيرا لاحظ محمد بغدادي عند نشره لتغريدته حجم واهمية عدد مناصري التيار يوم الاستقبال مؤكدا «هكذا كانوا في يوم الاستقبال، يوم الانتخابات سترون جيوشاً ستظهر لتقطف رؤوساً افتكرت نفسها قد ايعنت ليتم قطفها».