ما يأتي من صور وتسجيلات مروعة يندى لها الجبين عن «مجاعة» مضايا، ألهبت مشاعر الناس في كل أصقاع الأرض، وتحولت مواقع التواصل الاجتماعي الى منابر صخبة تطالب بوضع حد للممارسات ضد الانسانية. نماذج حركت الضمائر ما عدا طبعا النظام السوري و«حزب الله» اللذين اقترفت ايديهم أبشع مجازر ومجاعات العصر.
فهنا فيديو لطفل سوري من مضايا يصرخ باكيا بعد سؤاله عن حالته «والله العظيم الي سبع ايام ما اكلت». وآخر لطفل يبحث بين الركام عن فتات خبز ليأكل مع اخوته، وبعد سؤاله عن ما يجمع يرد بخجل طالبا من مصور الفيديو اذا كان بامكانه ان يعطيه اي شيء ليأكل، و صور لجثث اطفال وشيوخ وشباب تحولوا الى هياكل عظمية تئن جوعا بعد الحصار المطبق التي ما زالت تتعرض له البلدة السورية من قبل قوات النظام السوري وعناصر «حزب الله».
40 الف سوري محاصرون في مضايا منذ اشهر، لا غذاء ولا دواء، جلود وعظام تحمل اسماء بشر كانوا يمشون، يأكلون ويشربون ويمرحون، ويعملون ويتسوقون في مضايا ذات يوم. اما اليوم، فبات الرضع يقاومون الموت بالماء والملح، والكبار بلحم القطط الشاردة وورق الشجر، بعدما اختفت الاسواق واختفت جميع المواد الغذائية منها، على الرغم من الاتفاق الذي تم التوصل اليه اخيرا بين النظام والمعارضة برعاية الامم المتحدة يقضي بدخول المساعدات الى البلدة، الا ان المساعدات لم تصل.
بلغ النظام السوري و«حزب الله» الى الحضيض الانساني، ويستسهلان الجرائم الفظيعة وتغطيتها البائسة. اصدر الحزب بعد ثلاثة ايام من الحملة الالكترونية الداعمة لرفع الحصار عن مضايا بيانا اعتبر فيه ان «تجويع المدنيين في مضايا بسبب الحصار الذي ينفذه هو حملة مبرمجة بهدف تشويه صورة المقاومة»، متهما «الجماعات المسلحة باتخاذ مضايا رهينة لها ولداعمي المسلحين من جهات خارجية». وفور صدور البيان ونشره على مواقع التواصل الاجتماعي رد المغردون عليه فكتب اسامة وهبي «بيان حزب الله اجا قام يكحلا ام عماها!! خيو من شوه صورة المقاومة هو من مذهبها ومن ثم حملها بانجازاتها وتضحياتها وكل رصيدها ورماها في وحول حرب مذهبية دنيئة دفاعا عن نظام مجرم في سوريا! عم تحكي جد ما في وفيات في مضايا؟ كيف عرفت؟ عم تحكي جد انو عدد سكان مضايا مش 40 الف بس 23 الف؟ عا اساس 23 الف مش محرزين نعمل طوشة كرمالن؟ لعنة مضايا ستلاحق كل من شارك بهذا الحصار العار». اما لارا صقر فغردت باستهزاء ردا على البيان «اصلا ما في شي بمضايا، وكل هالصور هني فوتوشوب، لك اصلا ما في شي اسمو مضايا وكل ما ينشر هدفه تشويه صورة الحزب الالهي».
وبالتزامن مع صدور البيان اعلن مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية عن حصوله على موافقة النظام السوري لادخال المساعدات الى مضايا. الموافقة هذه اتت بعد ثلاثة ايام من الحملات الالكترونية المكثفة الداعمة للمحاصرين في مضايا، من خلال نشر الصور والفيديوهات الموثقة، واطلاق الاوسام الداعمة من لبنان والعالم العربي والعالم، حيث سجلت نسبة مشاركة قياسية على البعض منها ك#save_madaya و #مضايا_تموت_جوعا و#حزب_الله_يقتل_مضايا_جوعا. فكتبت هبا عاكوم «الطفل ليس سنيا ولا شيعيا ولا مسيحيا ولا يهوديا ولا ارهابيا ولا جهاديا لا في مضايا ولا في كفريا والفوعا #حزب_الله_يقتل_مضايا_جوعا». وكتب الممثل نعيم حلاوي «مضايا_بشر واللي محاصرينها مفكرين حالن بشر». وغرد اسامة وهبي «اثناء معركة كوباني بين داعش والاكراد كانت الطائرات الاميركية ترمي شحنات اسلحة للمسلحين من الطرفين فما الذي يمنع الطائرات الاميركية وغير الاميركية من رمي معونات انسانية ومواد غذائية لاهالي مضايا المحاصرين الذين يموتون جوعا على مرأى ومسمع هذا العالم؟ #مضايا_تموت_جوعا». اما مارون كيروز فغرد باختصار ناشرا صورة طفلة قبل الحصار وبعده بالقول «مضايا_هي_كربلاء».
من جهتها اعربت لارا صقر عن استهجانها كاتبة «مضايا عندما تتفوق قوى الممانعة على اسرائيل، فحتى اسرائيل كانت تسمح بممرات انسانية خلال عدوانها #مضايا_تموت_جوعا». وقال حساب حرية السلام «شعب سوريا يعيش مأساة لم يعشها احد في اي زمان لانه لا يوجد ولي فقيه الا في هذا الزمان #مضايا_تموت_جوعا». وقال احمد «اجرام سامراء العصر ودكتاتور القصر لم نشهد له مثيلا لا في التاريخ القديم ولا الحديث. انتما ومن معكما وصمة عار على البشرية #مضايا_تموت_جوعا». وكتبت فرح صادق «حزب الله وجيش الة القتل الاسدية لا بيرحموا ولا بيخلوا رحمة الله تنزل. لا بيدخلوا اكل ولا بيخلوا حدا يطلع. ونعم المقاومة #مضايا_تموت_جوعا». من ناحيته قال احمد الزين «الساكت عن جوع مضايا … شيطان بكل اللغات #مضايا_تموت_جوعا». محمود قال «لانهم قالوا لا للاحتلال الايراني #مضايا_تموت_جوعا». وعادت فرح صادق لتكتب « لا الاعتقال ولا التعذيب لا الرصاص لا الصواريخ لا البراميل لا الكيماوي ولا كل اجرامهم خلاهم يركعوا! مفكرين الجوع بيكسرهم؟ اغبياء #مضايا_تموت_جوعا». وقالت ساجدة ميقاتي «في مضايا ام فقدت عقلها حينما لم تجد طعاما لاطفالها #مضا_تموت_جوعا». سمير خليل سأل «كيف سنحسبكم من هذه الامة وانتم تجوعون نساءها واطفالها وتعملون ما لم يعمله الاسرائيلي؟». وذكر ريان «من يجوعهم ويقتلهم هو نفسه من يريد تحرير القدس».