Site icon IMLebanon

التغريدات تُحيّي.. «7 نيسان المجيد»

صور وأصوات اطفال سوريا لم تعد هامشية، اقله بالنسبة للرئيس الاميركي دونالد ترامب.

ربما من الضروري العودة الى مناظرة المندوبة الاميركية في مجلس الامن نيكي هايلي التي ألقتها في 5 نيسان الجاري في الجلسة التي خصصت لبحث الهجوم الكيماوي على خان شيخون في سوريا، حيث وقفت عارضة صور اطفال خان شيخون امام مندوبي كافة الدول واصفة استخدام النظام السوري للاسلحة المحظورة، وخلافاً لكل المعاهدات الدولية الموقع عليها، بـ «العمل الدنيء»، متوعدة بـ «تحرك احادي في حال فشلت الامم المتحدة حيال الملف السوري». يمكن اعتبار هذه المناظرة نقطة تحول اساسية في النهج الاميركي وفي تعاطيه مع الازمة السورية، مستحدثة خطوطاً حمراء جديدة كانت الادارة الاميركية السابقة غافلة تماماً عنها.

ايام قليلة فصلت الفعل الاميركي عن القول، وفي رد غير مسبوق، لم تتردد ادارة ترامب كثيراً في استعمال القوة لتوجيه أول انذاراتها الفعلية ضد النظام السوري مباشرة، معلنة اغلاق صفحة سياسة الولايات المتحدة الانكفائية في التعاطي مع الملف السوري والانتقال الى المواجهة المباشرة بالاسلوب والمكان والجرعة المناسبين. 59 صاروخاً أطلقتها بارجتان أميركيتان (USS Ross and USS Porter)، فجر الجمعة، انطلاقاً من قاعدة بحرية أميركية في إسبانيا شرق المتوسط، استهدفت قاعدة شعيرات العسكرية في محافظة حمص، التي انطلقت منها الطائرات السورية واستهدفت في الرابع من نيسان بلدة خان شيخون.

الضربة الواضحة والمحسوبة الاهداف، وضعها ترامب في اطار «الدفاع عن المصالح الاميركية واحترام النظام الدولي بشأن الكيماوي»، محركاً عصاه التأديبية بـ «ضربة محددة» كما وصفها، لينسف تماماً سياسة التعاطي الاميركي السابق بالتلطي خلف المهادنة الروسية في محاربة النظام الاسدي والارهاب، حيث عجز اوباما عن توجيه اي ضربة عسكرية تطال النظام السوري مباشرة بعد مجزرة الغوطة الشرقية التي راح ضحيتها ألف وخمسمئة مواطن على اثر استنشاق الغازات السامة، وأتى اعتكاف الاميركيين عن الرد العسكري بعدما حاز اوباما على موافقة الكونغرس الاميركي على طلب التدخل العسكري في سوريا.

اما اليوم وفي مجزرة مشابهة، مع تسجيل اختلاف في عدد الضحايا الذي قارب الثمانين في خان شيخون، أطلّ ترامب على الاميركيين والعالم بخطاب انساني «استثنائي» قلّما يعوّل عليه عادة في لغة الولايات المتحدة الديبلوماسية، ليعلن انطلاق المواجهة المباشرة الاميركية ـ الروسية على الارض السورية بعيداً كل البعد عن جو التساهل والمهادنة الذي استفادت منه ايران وروسيا على وجه التحديد، الضامن الاساسي والعراب الرسمي للنظام السوري على الساحة الدولية، مفتتحاً عهداً تفاوضياً جديداً بعد تعطل كل المؤتمرات الدولية السورية من جنيف الى الآستانة، والتي ستنسحب بالضرورة على الاجتماعات الثنائية بين وزيرَي خارجية روسيا والولايات المتحدة، سيرغي لافروف وريكس تيلرسون.

وما بين الترحيب الدولي والعربي والتركي وبين تنديد النظام السوري وحليفيه ايران وروسيا، لم تكن ضربة الصواريخ الاميركية بمفاعيلها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي اقل وطأة من القاعدة العسكرية، لتستفيق كما العالم على تغريدات اجمع اغلبية ناشطيها على الترحيب «الحذر» بالضربة الاميركية «المنتظرة» بعد كل ما شهده الشعب السوري على مر السنوات الست من استعمال للاسلحة الكيماوية المحظرة دولياً وحتى الاسلحة التقليدية التي قتل من جرائها اكثر من نصف مليون مدني، فكتبت لارا صقر بعفوية «يا صباح التوماهوك». وسأل مصطفى فحص «هو البعث يصل الى الحكم على متن قطار اميركي ولا يرحل عنه الا بالتوماهوك».

نادر فوز بدوره رد على كل من هاجم الضربة الاميركية متذرعاً بحجج السيادة قائلاً «حقير من يسأل عن الكرامة الوطنية في حين ارض سوريا محتلة منذ سنوات، وأحقر من يبكي دماً على حطام طائرات البراميل ولم يرف له جفن لاشلاء المدنيين منذ سنوات. وبالمناسبة، الكرامة الوطنية اقل من ورق تواليت مقارنة بدم المدنيين والاطفال وتهجيرهم ولجوئهم ونزوحهم». وكذلك وصف طوني حدشيتي هذا اليوم بالمجيد كاتباً «7 نيسان يوم مجيد تاريخي، الله معه الرفيق ترامب». رشا حروق بدورها لفتت إلى أن «يللي انبسطوا بالتدخل الروسي في سوريا ما فيهم يستنكروا التدخل الاميركي.. هني سبب بلاوينا وهني اللي جابوا الدب على كرمنا يعني، يسكتوا ويحترموا حالهم». وكتب يحيى فتال تغريدته مقارناً «روسيا تقصف المدن والمستشفيات والبيوت وتقتل الاطفال والنساء وتهللون لها، اميركا قصفت قاعدة عسكرية وطائرات عسكرية وتصرخون ضدها، انتم منافقون»، ووافقه في رأيه مروان الامين كاتباً باستهزاء «من الآخر انت وياه، انا مع اي عمل عسكري ضد بشار الاسد وحلفائه في سوريا، وكل من يقف ضد هكذا عمل هو عميل اسرائيلي، حتى لو كان القائم بالعمل العسكري هو العدو الاسرائيلي الغاشم».

اما انطوان شواح فاختار الرد على تغريدات بعض اللبنانيين الموالين للنظام السوري وبسخرية قال «ضربوا الاميركان على بشار الله ينجينا من الاعظم اذا عرف ناصر قنديل ووئام». ولفت غازي مصري إلى أن «سنوات عديدة والنظام يمارس الاجرام بحق الشعب السوري، فلم يعد مهماً اي مجرم سيضرب هذا المجرم الممانعجي، واغلوا الشعارات الوطنية والعربية والمقاومجية واشربوا ميتها، فهي لا تحمي اطفال شعب مقهور من 50 سنة». اما منى فياض فكتبت «الرئيس العاقل الحائز على جائزة نوبل اغرق سوريا في العنف القاتل، لنر الآن الرئيس الاهوج كما يُنعت، هل سوف يستطيع ايقاف العنف الذي ورثه عن سلفه بفرض الحل السلمي وهل يكفي تعطيل الاسلحة المحرمة دولياً؟ لم يعانِ شعب كما الشعب السوري تحت الانظار المتواطئة». احمد عيساوي كتب ايضاً «بس تنسحب القوات الروسية والحرس الثوري والميليشيات الطائفية من سوريا منشبك ايدينا صديقي الممانع ومننزل منتظاهر ضد التدخل الاميركي الامبريالي ببلادنا».