IMLebanon

معارك العاصمتين!!

ظهر الرئيس نبيه بري، بمثابة قائد سياسي، لا بصورة رجل سياسي يبحث عن موقع له يشغله منذ اتفاق الطائف.

عندما يقول الآن، انه لن يكون ثمة تمديد جديد لمجلس النواب، بعد التمديد الثاني، فإنه يتصرّف كرجل دولة، لا كمجرد رئيس لمجلس النواب.

طبعاً، ليس في البلاد رجال دولة، في خضم الفساد المستشري في البلاد.

ورجل الدولة هو المسؤول الذي يلاحق كل شاردة وواردة، ويقطع الطريق، على تجار السياسة وجماعة النهب والسطو على مواقع السلطة، وهي كثيرة في البلاد.

وأسهل شيء هو ان يتذرّع المسؤول بأي خطأ، ليبرر استشراء الأخطاء السياسية.

والرئيس الشهيد رفيق الحريري، كان يفكّر في الحصول على صلاحيات استثنائية لحكومته، عندما آلت اليه رئاسة الوزارة.

لكن الرئيس بري، مدعوماً من الوصاية السورية وقف ضدّه، وحال دون حصوله على بغيته.

وهذا، إن دلّ على شيء، فانه يدلّ على حق المسؤول بعدم التفريط في مسؤولياته السياسية.

***

صحيح ان الرئيس سعد الحريري، خرج من الانتخابات البلدية شبه يائس، من عدم تجاوب الحلفاء معه في مراميه السياسية.

لكن، لا أحد ينكر وجود مقالب سياسية رافقت عمليات تظهير النتائج السياسية في معظم دوائر بيروت.

صحيح ان التحالفات بين الحلفاء، مُنيت بصدمات سلبية، لكن الأساليب التي اعتمدت، في حصاد المواقف، تميزت بسلبيات لا بايجابيات.

ولعل اختيار الحلفاء، واختيار الأعضاء المسيحيين والمسلمين، أصيب بخيبات أمل غير متوقعة.

والناس، لم يعودوا أغبياء، وقد وقفوا على ما رافق اختيار الأعضاء من عيوب ومنافع لم تكن خافية على أحد.

إلاّ أنه لا بد من الاشارة، الى ان نيل بعض أطياف المعارضة، نسبة أربعين في المئة من المقترعين، كان صدمة سياسية، قريبة من سلبيات العمل السياسي.

وهذا خطأ سياسي في الممارسة، وفي اختيار الحلفاء والأصدقاء.

ومن حق الرئيس سعد الحريري أن يهدّد كما تسرّب للناس، بمقاطعة التعاون مع الحلفاء، اذا ما كرّروا ما فعلوه يوم الأحد الماضي. في بعض الدوائر، وهذا ينسحب، على ما رافق الاعلان عن المواقف في صفوف ٨ آذار.

وهذا معناه انتظار مفاجآت أخرى يوم الأحد المقبل، في المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية التي تشمل منطقة الجبل بصورة خاصة، ولا سيما في معركة جونيه حيث يتصارع أيضاً الحلفاء، ويتخاصم المتنافرون في المواقع والمناطق.

وتفادياً لمثل هذه الكوارث يسعى نواب بارزون الى تجنّب شرب الكأس المرّة في طرابلس، هذا اذا ما نجحت الاتصالات في كبح جماح معركة صعبة، يكون أطرافها الرئيسان سعد الحريري ونجيب ميقاتي والوزيران السابقان محمد الصفدي وفيصل واحمد كرامي… والنائب السابق مصباح الأحدب.