أصوات النشاز التي ارتفعت إن في مصر أو في لبنان، أو في بلدان أخرى تندّد بالاتفاق بين مصر والمملكة العربية السعودية على إعادة جزيرتي صنافير وتيران الى السيادة السعودية ليست مستغربة… فهناك من يزعجهم أي توافق عربي – عربي من شأنه أن يعزز الصف العربي في مواجهة الأخطار المحدقة بهذه الأمة.
إنهم مهووسون بالانتقاد للإنتقاد، وإن كانوا يزعمون غيرة مصطنعة على العروبة والإسلام.
فمن يريد العروبة ويحب الإسلام يزعجه التوافق بين البلدين العربيين الأكبرين؟
ومَن يريد العروبة والإسلام هل يزعجه قيام جسر يجمع بين ضفتي البحر الأحمر واستطراداً بين التراب المصري والتراب السعودي؟
ومَن يدعي حرصاً على العروبة والإسلام هل يزعجه أن يكون بين القاهرة والرياض اخوة ووفاق واستثمارات ضخمة ومشاريع مشتركة، بدل الخلافات والصراعات التي ليس لها من مردود سوى الأضرار المباشرة عليهما وعلى الأمة برمتها؟
فهل بات الوفاق جريمة؟
وهل بات الإنماء جريمة؟
ونحن، في لبنان، مصلحتنا المباشرة أن نهلّل لأي خطوة من شأنها أن تدعم وحدة الصف العربي، ليس فقط لأننا بلد وئام وسلام، أو هكذا يُفترض أن يكون، بين مكوّنات الأمة العربية، بل خصوصاً لأنّ من شأن أي نماء وازدهار ووفاق عربي أن ينعكس علينا خيراً.
ألا بورك القادة الكبار الذين يدخلون التاريخ من أبوابه العريضة، أمثال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
وتبقى ملاحظة لا بد منها ختاماً وهي أنّ جوقة الشتامين يؤلمهم أن يكون البلدان العربيان والإسلاميان الكبيران قد توصّلا الى حل مشرف لقضية الجزيرتين بينما لا تزال إيران تحتل الجزر العربية الثلاث في الخليج التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وهي التي احتلها الشاه محمد رضا بهلوي، وتمسّك بهذا الاحتلال النظام الذي قلب الشاه وجاء بادّعاء «الثورة الاسلامية».