لا يزال حديث الوزير الصديق الاستاذ نهاد المشنوق وزير الداخلية يشغل الساحة الإعلامية والسياسية خصوصاً إعلام 8 آذار وكأنّ الدنيا لم يعد فيها أي حدث إلاّ حديث الوزير نهاد المشنوق.
صحيح أنّ الحديث أكثر من مهم ولكن ماذا تعني الخلوة بين السفير السعودي علي عواض عسيري وبين الوزير نهاد المشنوق لمدة ساعتين كما نشر في الصحف بالأمس؟ هل كانا يتحدثان في الطقس أو في الطبخ أو في شؤون سياسية خاصة؟ واللقاء جاء بعد حديث الوزير التلفزيوني.
الذي يعرف كيف تفكر السعودية سياسياً يعلم جيداً أنّ المملكة تعرف من هو صديقها وحليفها ومن هو عدوّها.
والوزير نهاد المشنوق صديق قديم، هذا أولاً.
ثانياً: المملكة بعلاقاتها السياسية معروف عنها أنها لا تتخلّى عن حلفائها مهما حدث، وهذه العائلة الحاكمة مشهورة بالوفاء والصدق والكرم فكيف إذا كان مع وزير صديق أمضى عمره على علاقة وصداقة تاريخية معها وهو من أكثر الناس الذي يوصف بأنه صديق حقيقي للمملكة.
نعود الى اهتمام إعلام 8 آذار بهذا الموضوع… بكل بساطة يريدون أن يبرّئوا «حزب الله» من تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية، وكما ذكرنا سابقاً بكل بساطة الأوامر الايرانية تقول لماذا نسمح بانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان؟ ومقابل ماذا؟!. وطالما أنّ الإدارة الاميركية الموجودة أصبحت في أيامها الأخيرة وفي بداية السنة المقبلة (أي 2017) هناك رئيس جديد في البيت الابيض وإدارة أميركية جديدة، فإننا نفضل (كما يفكر الايرانيون) إجراء اتفاق مع الإدارة الجديدة وليس مع الذاهبة.
مصلحة إيران وبالتالي مصلحة «حزب الله» وإعلامه أن يصوّروا أنّ الذي يعطل انتخاب رئيس في لبنان هي السعودية والاميركيون، ولذلك فإنّ تمسكهم بالجنرال ميشال عون هو لأنه ليس على علاقة مع الاميركيين ولا مع السعوديين.
هكذا بين ليلة وضحاها أصبح حليف بشار الاسد الذي يعتبر المقاومة موضوعاً مقدساً بالنسبة إليه أصبح مرشح الاميركيين!
زمن عجيب غريب، زمن أصبح كل زعيم يتصرّف كما يشاء ويعتبر أنّ مصلحته فوق كل اعتبار.
في المقابل، هناك السياسيون اللبنانيون الذين يشتركون بإرادتهم أو وفق مصالحهم بشكل أو بآخر في تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية، البعض منهم مغلوب على أمره، والبعض الآخر يقدّم للأسف مصالحه.
أمام هذا الجو السياسي الفاسد لا بد أن نتنبّه الى أنّ الاجهزة العسكرية والأمنية من جيش ومخابرات وقوى أمن داخلي وأمن عام خصوصاً رؤساء هذه الأجهزة أي من قائد الجيش العماد قهوجي الى اللواء بصبوص مدير عام قوى الامن الداخلي الى مدير عام الامن العام ومدير مخابرات الجيش، يعملون ليلاً ونهاراً لصيانة الامن…
وكما يقولون: رب العالمين يبلي ويعـيـن.