Site icon IMLebanon

عقدتان …. من اربعة اقطاب؟!

كان يقال قبل وقت غير بعيد، ان الشغور الرئاسي عائد الى تعقيدات دولية واقليمية لاسيما ما له علاقة بالملف النووي الايراني وسلبياته الاميركية تارة والى مشكلة العلاقة بين ايران والسعودية تارة اخرى، فيما تبين ان الملف النووي قد زالت مفاعيله  الى درجة القول ان واشنطن تحولت الى ملاك في نظر الايرانيين والامر عينه يتعلق بما تردد عن محاولات فرنسا حل المشكلة الرئاسية مع طهران بلا طائل، الى ان تبين في النتيجة ان «دود الخل منه وفيه» اي ان الامور والتعقيدات عائدة الى الداخل، حيث يتطلع كل زعيم الى ان يكون رئيسا للجمهورية بمعزل عن سواه!

كذلك كان يقال ان المشكلة عائدة الى عدم ممارسة الفاتيكان اي مسعي لجمع الاقطاب المسيحيين على طاولة واحدة، فيما قيل كلام مماثل على بكركي التي دأب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي  على بذل مساعيه مباشرة وغير مباشرة لكسر حدة التباعد بين اربعة اقطاب موارنة من غير ان ينجح في مسعاه على مدى سنتين وكأنه يضرب في الرمل ليس الا، مع العلم ايضا انه يوم اطلق رئيس تيار المستقبل سعد الحريري مبادرته بترشيح رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية ظن البعض ان الامور عادت الى مسارها السليم، الى ان ظهر كل قطب وانه دولة ضمن دولة؟!

وثمة من قال اخيرا ان ما يمنع انتخاب واحد من الاقطاب الاربعة هو التزام كل منهم بتحالفات تمنع عليه ان يحمل اللقب من غير حاجة الى القول ان المشكلة يمكن ان تصحح العلاقة بين هؤلاء في حال امكن اقناع العماد ميشال عون بالتنازل لما فيه مصلحة النائب فرنجية، الى ان تبين عكس ذلك تماما حيث قيل ان محاولة فرنجية اقناع عون بالتنازل قوبلت برفض قاطع من الاخير، اضف الى ذلك ان الرئيس الجميل والدكتور جعجع قد اشترطا على فرنجية تحديد برنامج عمله الرئاسي، فضلا عن فض علاقته مباشرة وغير مباشرة بحزب الله!

لقد قيل في هذا المجال ان كل مرشح للرئاسة بوسعه شد الحبال بالاتجاه الذي يخدم مصالحه، فيما كان كلام  اخر على ان حزب الله طلب صراحة من العماد عون المحافظة على ورقة التفاهم الموقعة معه والتي تحفظ للحزب الحق في اقتناء سلاحه غير الشرعي، بما في ذلك التصرف بحرية في الحرب التي يخوضها على الجبهة السورية بالتفاهم مع نظام بشار الاسد والقيادة الايرانية، وهذا ما هو معمول به الى الان بعكس ما يراه الجميل وجعجع في مجال سحب سلاحه والانسحاب  بالتالي من الحرب في سوريا.

كما قيل ان حزب الله يرفض في المطلق ان يغير من تفاهمه مع زعيم التيار الوطني طالما انه لا يزال مرشحا للرئاسة وقد صدر عنه ما يفهم منه ان الحزب لن يغير في موقفه مهما اختلفت اعتبارات الداخل ومواقف المرشحين الاخرين من موضوع السلاح والحرب في سوريا، وهي امور يراها الجنرال عون محسومة لمصلحته طالما انه لم يغير من موقفه، مع العلم ايضا ان من ضمن شروط الجميل وجعجع على نفسيهما التصدي للسلاح غير الشرعي الا في حال كان موقف مختلف تماما عن كل ما سبق المجيء على ذكره!

يبقى الفرق شاسعا بين فكرة الترشح للرئاسة وبين موضوع الوصول المشروط الى قصر بعبدا، حتى ولو اقتضى الامر ابتكار حل من اثنين يكفل قبول حزب الله بما يجعله يسلم سلاحه من غير حاجة الى قرارات ومشاكل داخلية تجعله يقبل بما يعرض عليه مثل التعويض المادي على رغم معرفة الجميع انه لا يتطلع الى ذلك مثلما حصل مع غيره من الميليشيات التي سلمت سلاحها مقابل السماح لها بتسويقه!

ومن الان الى حين معرفة ماذا حصل في الزيارة التي قام بها النائب فرنجية الى العماد عون عصر الاربعاء في منزله في الرابية ستبقى الامور عالقة بين مشروع حل من مشروعين لان حزب الله على علاقة وطيدة مع الاثنين فيما المقصود الاساسي هو رفض الحزب التخلي عن عون الا في حال تخلى عن ترشيحه وعندها فقط تتطور الامور باتجاه قبول حزب الله بترشيح فرنجية، اضف الى ذلك ان ما هو مرتقب من مسعى تقوم به بكركي، فانه يبقى معلقا في الهواء حيث من المستحيل على اي مرشح من الاقطاب الاربعة التراجع عن ترشيحه لغيره (…) ايا كان هذا الغير!

لذا تبدو مبادرة الرئيس سعد الحريري ترشيح النائب سليمان فرنجية اقرب للترجمة من اية فكرة اخرى، لان الزعيم الزغرتاوي قادر على التفاهم بنسبة مقبولة مع حزب الله ومع عون في وقت واحد، بعكس ما له علاقة بالتفاهم المرجو مع عون وحزب الله في وقت واحد، ومن الان الى حين تحديد المخرج المرجو لذلك تبقى الامور عالقة بين اجتهاد من هنا واجتهاد من هناك من غير حاجة الى بدائل لا تبدو متوفرة بتاتا؟!