خياران لا ثالث لهما: إما رئيس جمهورية وإما الاستمرار في الشغور والفراغ، ومن لديه خيارات أخرى فليتقدَّم بها، وإذا لم يكن لديه فلماذا المكابرة؟ ولماذا المعاندة؟ فليسأل الناس ماذا يريدون؟ فيأتيه الجواب بصوت واحد:
نريد رئيسا للجمهورية وإنهاء الحالة الشاذة المتمثلة في الفراغ على مستوى رأس الدولة، ونريد ان ننتهي من كوننا عدّاداً، يعد الايام ويحوّلها الى اسابيع، والاسابيع يحوّلها الى شهور، والشهور يحوّلها الى اعوام، لينتهي به الامر انه مرَّ على الشغور الرئاسي عام وستة أشهر ونصف الشهر.
هناك زعيمٌ فدائي اسمه سعد الحريري، قرر ان يتلقف كرة النار الرئاسية، أخذ مبادرة لبنانية وإتصل وإستكشف وناقش وحاور، فوجد قبولاً وتفهماً وترحيباً وتشجيعاً، فسار في المبادرة.
الزعيم الشاب أبن الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أب الطائف، أقدم حيث انكفأ الآخرون، حافظ على سريَّة التحرك في بداية الأمر لأنه يعرف ان المعارضين كثر، ولا بد من الحفاظ على الحد الادنى من الاحاطة والسريّة، وقع الخيار على الوزير سليمان فرنجية انطلاقا من المعطيات التالية:
سليمان فرنجية زعيم ماروني بالاضافة الى كونه واحدا من القادة الاربعة الكبار الذين جلسوا حول البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي.
اختيار الرئيس سعد الحريري للوزير سليمان فرنجية ينفي عن ان الحريري يريد رئيساً ضعيفاً، فلو كان الامر كذلك لكان اختار مرشحا آخر، وما اكثرهم، وبعضهم أقرب الى الحريري من الوزير سليمان فرنجية.
بناء على كل ما تقدَّم، فإن الخيار الذي يسير فيه الرئيس سعد الحريري منذ 17 تشرين الثاني الفائت، تاريخ اجتماعه مع الوزير فرنجية، هو خيار قد يؤدي الى ان يكون للبنانيين قبل نهاية السنة رئيسا للجمهورية، فيُقدمون على السنة الجديدة بقرار اعادة تكوين السلطة بعد ان يكون رأس السلطة قد أخذ مكانه.
هذا هو قرار اللبنانيين لأنهم قرروا ان يكونوا متفائلين وقرروا ان يترجموا شعار حب الحياة.
وهذا هو قرار الوزير سليمان فرنجية الذي أكثر من أي يوم مضى مكَفَّى، أي مستمر، في خياره واستعداده لتحمُّل المسؤولية أيا تكن التحديات ومحاولات العرقلة وابقاء الموقع الرئاسي شاغراً.
هناك من يشيّع ان الدكتور سمير جعجع الحريص، والذي يدرس ملياً كل خطوة يتخذها ويعرف تماماً حلفاءه وتحالفاته، قد يرشح العماد عون على رغم من نفيه لهذه الشائعات، في هذه الحالة ماذا يحصل؟ سيكون هناك مرشحان، العماد عون مع كتلته وحلفائه، وسليمان فرنجية مع كتلة المستقبل وحلفائهما وسنكون في مجلس النواب للانتخاب ديمقراطيا، أم هناك من بوادر تطيير النصاب، لكن هذه المرة من قبل كتلة المستقبل وحلفائها؟