ماذا يفعل اللبنانيون ؟
هل يعيشون في وطن تجتاحه السموم؟
هل يعيشون في وطن كل ما عليه فاسد؟
هل يستسلمون، والكوارث تضربهم؟
لا أحد الا ويرفع القبعة ويرسل تحية اكبار الى الوزير الشجاع وائل أبو فاعور.
سؤال: قبل وزير الصحة الحالي، هل كان اللبنانيون يتناولون مأكولات فاسدة؟
وهل الفساد هو قدر اللبنانيين؟
أين كان المسؤولون قبل انتفاضة الوزير أبو فاعور؟
لا أحد يريد أن يدخل في التفاصيل، وهي في معظمها بشعة.
ولا أحد يسعى الى المساءلة والمحاسبة، باعتبار أن السلطة، من رأس الهرم الى أسفله، هي مدانة، أو متهمة باصدار الأحكام بالاعدام على اللبنانيين جميعاً.
اللحوم فاسدة، وكذلك الأمر بالنسبة الى الأجبان واللبنة، والى اللحوم الجاهزة أو المجمدة في البرادات.
كيف نبتت فكرة التفتيش عند الوزير أبو فاعور؟
هل صحيح أن لبنان موبوء؟
وهل في البلد سلطة بكاملها، كانت غافلة عما اكتشفه أخيراً، الوزير الذي يرعى صحة المواطن؟
أيتها الساطة تصرفي، ولو لمرة واحدة انك سلطة، ولا تتركي من في مواقع السلطة، يتسلطون على الناس، ويحاسبونهم اذا ما احتجوا، وهتفوا أنهم ضد تخويفهم من المرض.
… أو على الأقل ضد جرّ المواطنين من البيت الى المقبرة.
***
كان الرئيس الشهيد رشيد كرامي، يتجنب الأكل، ولو كان مدعواً الى وليمة.
ربما، لأنه كان يخاف على صحته، من تناول طعام غير موثوق بصلاحيته.
الآن، أصبح معظم الأكل مشكوكاً في صلاحيته.
هل كان الرئيس الشهيد، على غرار الكاتب الفرنسي الشهير موليير؟
ربما، لا.
لكنه، كان يتحفظ على تناول الأطعمة، غير الخارجة طازجة وسليمة.
ربما، ساهم بعض القادة النقابيين في التحذير من تناول الأطعمة الفاسدة.
إلاّ أن لبنان بات اليوم، نادراً ما يجد أطعمة غير منتهية الصلاحية.
وكيف سمح التجار، ولو كانوا صادقين، ويتحلون بالنزاهة، أن يتركوا الأطعمة في المخازن، وخصوصاً اللحوم والأجبان والألبان، والكهرباء مقطوعة، طوال النهار، وأحياناً أثناء الليل.
***
سمع مفكّر لبناني، ما تذيعه محطات التلفزة، عن الفساد في كل شيء، وسأل أصدقاءه: أليس في البلد حكومة.
وجاءه الجواب السلطة مخطوفة من التجار، ومن حيتان المال.
وعقب بقوله: لبنان بلد مخطوف، لا من التكفيريين فقط، بل من الذين يريدون قتل المواطنين بالسمّ.
والقتل بقذيفة، أو بمدية، مثل التصرّف في حياة المواطنين بالأطعمة الفاسدة.
أليست موضة شائعة، أن يصبح المواطن أمام خيار من اثنين: إما الموت بالهواء، أو الموت بالطعام.
وكلاهما خياران أحلاهما مرّ.