IMLebanon

رئيسان من دون رئاسة!

حتى الآن ثمة في لبنان رئيسان للجمهورية من دون رئاسة.

والجمهورية وحدها في الانتظار.

الأول اختاره الحلفاء في ٨ آذار.

وهما صديقان لا خصمان.

والثاني أوحى بترشيحه زعيم ١٤ آذار.

والترشيح صدر عن سعد الحريري بالتواتر.

وتبعه مساء أمس، عشاء عائلي بدعوة من النائب وليد جنبلاط.

واللقاء مرشح للاكتمال بين زعيمين، الأول عائد من باريس، والثاني ذاهب اليها.

طبعاً، في السياسة طموحات.

وليس غريباً أن يأمل الشيخ بطرس، بأن يكون الصخرة التي يرتفع فوقها مرشح من الثامن من آذار.

وطبعاً أيضاً ان طرح اسم الوزير السابق سليمان فرنجيه للرئاسة الأولى جعله رئيساً في التداول.

وهذا ما لم يهضمه حليفه العماد ميشال عون، على الرغم من مبايعته من زعيم المردة.

كما ان الشيخ الشمالي لم يستسغ الصدمة التي فوجئ بها، مع حلفائه في ١٤ آذار.

وهي نكبة مثل نكبة البرامكة في العصر العباسي.

لكنها خيبة على الأقل.

وان كان الوزير والنائب الراحل طوني فرنجيه، والد النائب سليمان فرنجيه، قد بايع وزير الاتصالات، عندما ترشح للمرة الأولى، لخلافة عمّه الشيخ جان الخوري حرب، للفوز في أحد المقاعد النيابية في منطقة البترون.

واجتماع باريس، صعب، من حيث مبررات ترشيح احد نجوم ٨ آذار.

سيكون هناك عتب.

وستواكبه مواقف للتوفيق والتوافق.

والأمر نفسه، ينعكس على الثامن من آذار، وإن بنسبة طفيفة.

لأن الفائز غير الخاسر.

والزحف الشعبي الى الرابية، لتعزية العماد عون بوفاة شقيقه الأصغر، صورة عما تحفل به المعركة الرئاسية، ولا شيء محسوماً حتى الآن.

الا ان معركة فرنجيه الهادئة، قطعت نصف الطريق، نحو خلافة جدّه الرئيس سليمان فرنجيه في القصر الجمهوري.

والباقي تفاصيل.

والتعطيل ينشأ عن التفاصيل، وقد يمهد ذلك الى العودة الى نقطة الصفر.

في العام ١٩٧٠، كان الرئيس سليمان فرنجيه وزيراً للاقتصاد.

وكان يذهب الى وزارته، بعد الظهر، ويكبّ على العمل فيها حتى منتصف الليل.

وذات مرة زاره عند العاشرة ليلاً، الوزير والنائب كاظم الخليل.

وعندما لم يجده، بادر صهره المهندس فرنسوا مونارشا بالسؤال الآتي:

هل يعقل ان يبقى صاحب المعالي في وزارته الى هذا الوقت، وأمامه معركة رئاسية؟

وأجابه صهره: ربما يقصد وزارته وزيراً، ليعود منها رئيساً للجمهورية.

بعد شهرين على تلك الحادثة، انتخب سليمان فرنجيه رئيساً للجمهورية اللبنانية.

هل ما يفعله الحفيد الآن، في الوقت الضائع، هو نوع من الانتظار، قبل اعلانه رسمياً، بعد صدوره جدياً؟