اذا كانت معركة القلمون باتت قاب قوسين او ادنى في ظل الاستنفار المتبادل في صفوف «حزب الله» و«جبهة النصرة» التي اعلنت عن نشر طواقم متخصصة في استعمال صواريخ «تاو» الموجهة عن بعد في اعالي تلال القلمون، فان الخطر يكمن في مخطط «للنصرة» يقضي بسيطرة التكفيريين على مخيم «عين الحلوة» والسير به على طريق مخيم اليرموك في دمشق بتواطؤ قيادات فلسطينية والهدف من ذلك اشغال الجيش اللبناني و«حزب الله» عندما تحين الساعة الصفر بجبهة داخلية وتشتيت قواهما عبر تخفيف الضغط على «النصرة» في جرود القلمون خصوصاً وانها لا تريد خوض معركة وفق حسابات الآخرين، في وقت تفتقر فيه الى الدواء والغذاء وفق المعلومات المستقاة من جهات امنية ما سيجعل سقوط الجرود، حتمياً بيد «حزب الله» وسحق «النصرة» على غرار ما حصل في معركة القصير السورية التي كانت معقلاً لها.
وتضيف الجهات الامنية ان «جبهة النصرة» وفق المعلومات حركت مجموعات راقدة تبايعها على السمع والطاعة في صيدا و«عين الحلوة» للقيام بعمليات اغتيال تستهدف شخصيات من فريقي 8 و14 آذار لاظهار الامر وكأنه فعل وردة فعل، وما انكشاف الخطط الذي سربت خيوطه الا دليل على ذلك انطلاقاً من افشال خطة لاغتيال السفير السعودي علي عواض العسيري بعد سقوط شخصين سوري وفلسطيني في قبضة الاجهزة الامنية من ضمن مجموعة كانت تعد لذلك، وصولاً الى اغتيال النائبة بهية الحريري ونجلها احمد امين عام «تيار المستقبل»، والامين العام للاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود ومحمد الديراني احد المسؤولين في «سرايا المقاومة»، ولعل اللافت سرعة اندفاع مخيم «عين الحلوة» للدخول الى الحلبة الداخلية ما يعيد الى الاذهان الاحداث اللبنانية والعامل الفلسطيني الذي كان ابرز اللاعبين على مسرحها.
وفي المعلومات ان هناك مجموعتين كلّفتا من جانب «النصرة» تنفيذ مخطط اغتيال الحريري ونجلها احمد والشيخ حمود والديراني المجموعة الاولى يشرف عليها المدعو سليمان شاهين وهو لبناني من صيدا والثانية يقودها فؤاد ابو غزالة وقد تواريا عن الانظار بعد القاء القبض على متورطين معهما، والجدير ذكره ان المجموعتين المذكورتين سبق لهما وان خططتا لاستهداف مركز الجمارك في صيدا بسيارة مفخخة ومجمع الزهراء ابان ذكرى عاشوراء الا ان العناية الالهية والعين الامنية افشلت المحاولتين ابان التحضير لهما.
وتشير المعلومات ان المخطط الجهنمي لتصفية الحريري ونجلها وحمود والديراني كشفته الاجهزة الامنية بالصدفة حيث كان سيتم تفخيخ الـ U.P.S للكومبيوترات في مكتب الحريري بحيث تنفجر العبوات لدى تشغيل اي جهاز منها، واللافت ان المستهدَفين والمستهدِفين هم من صيدا وجوارها ما يؤكد على ان هدف «النصرة» الاساسي تفجير عاصمة الجنوب عبر عاصمة الشتات لارباك القوى الامنية و«حزب الله» عشية الاعداد لحسم معركة القلمون وجرود عرسال.
وتقول الجهات الامنية ان الشيخ ماهر حمود سبق ونجا من محاولة اغتيال في 3 حزيران عام 2013 من خلال كمين اتهم باعداده له محمد شمندور وابنه عبد الرحمن شمندور وهو شقيق فضل شمندور وعبد الرحمن قتل في معركة عبرا، يوم الاطاحة بالمربع الامني لاحمد الاسير الفار من وجه العدالة وتشير المعلومات انه كان يختبئ في طرابلس لدى الموقوف خالد حبلص وفرّ الى تركيا بجواز سفر مزور قبل سقوط حبلص بأيام في قبضة القوى الامنية، والجدير ذكره ان المجموعتين التابعتين لسليمان شاهين وفؤاد ابو غزالة والتي كلفتا بمخطط الاغتيال هما من فلول الاسيريين الذين بايعوا «النصرة»، ولا يخفى عن المراقبين ان الغليان الذي بات يضرب منطقة صيدا وجوارها من ضمن المخطط لا سيما وان اطلاق النار على مجاهد بلعوس ليل الاول من امس واصابته اصابات خطرة وهو من «سرايا المقاومة» اتى بعد استدراج مروان عيسى وتصفيته في مخيم عين الحلوة منذ شهر تقريباً وهذه خامس محاولة استهداف لعناصر «سرايا المقاومة» بهدف تفجير عاصمة الجنوب ومحيطها.