إنها كذبة قديمة… لكنها مستمرة.
ها نحن نلدغ من جحر حل الدولتين مرات ومرات.
اللدغة الأولى كانت في العام 1948 عندما أصدرت هيئة الأمم قرارها رقم 181 القاضي بتقسيم فلسطين إلى دولتين.
توهمنا أننا أبطال فرفضناها… فأخذت إسرائيل أراضٍ أكثر مما أعطاها القرار 181.
وتوالت اللدغات… وكان أكثرها إيلاماً حل الدولتين في اتفاق أوسلو.
حينها توهمنا أن دولة فلسطين قامت.
وفعلاً دخل ياسر عرفات فاتحاً، بحد غصن الزيتون، عاصمته في رام الله.
وبقيت القدس أسيرة الوعد… وبقيت رام الله أسيرة الهيمنة الإسرائيلية.
وفجأة فاجأتنا إسرائيل، أن رام الله ليست أكثر من عاصمة كاذبة، يكذّبها تحويل الكيان الصهيوني، كل بنود أوسلو إلى ذكريات فلسطينية.
وكأننا اشتقنا إلى اللدغات مجدداً… ومجدداً مددنا يدنا إلى جحر حل الدولتين… وذلك عندما طرح الأمير (الملك) عبدالله مبادرته في قمة بيروت… واعتبرناها عرضاً يغري إسرائيل بحل الدولتين.
لكن الـ «لا» الإسرائيلية، كانت قد سبقت تصديق القمة على مبادرة الأمير.
وها هو «طوفان الأقصى» يوقظ حل الدولتين من جديد، كوعد يوقف خطر اندلاع الحرب الشاملة في المنطقة العربية.
وأخَذَنا الوعد إلى أحلام… سبق وأن حلمنا بها.
إنها فرصة المتحمسين لرفع تهمة الخيانة عن من اعترف وطبّع… وفرصة لمن يكاد يصل إلى ذات الطريق.
وهي فرصة الحالمين للخلاص من حماس وحزب الله، ولقطع اليد الإيرانية من العبث في استقرار الوطن العربي.
وها هي دولنا المرتجفة تتماسك، بعد خوفٍ من استدراج حزب الله إلى الحرب الشاملة، حيث يمكن أن يتسبب الإحراج، وغضب الشعوب، في توريط الدول العربية المكتفية بالفرجة، على اجتياح الموت والدمار والجوع في كامل قطاع غزة.
ولكن صبراً يا ملوك ورؤساء وأمراء العرب… فإن موعدكم مع اللدغ من جحر حل الدولتين آتٍ آتٍ آتٍ.
هل صدقتم بايدن وذيوله الأوروبية؟.
وماذا عن نتنياهو وحكومته المهووسة بحدود من النهر إلى البحر؟.
وماذا عن المعدة الإسرائيلية المطاطة، التي تتسع إلى ابتلاع تدريجي، لما توفر من أراضٍ عربية، قد تمتد إلى جنوب لبنان وسيناء مصر؟. فهل يمكن لهذه المعدة أن تلفظ أراضٍ تحتلها، من أجل حل الدولتين؟.
وماذا عن بايدن الذي يتباهى بصهيونيته؟.
وكيف يستطيع أضعف حكام أميركا، ما عجز عن تحقيقه أقواهم؟.
كيف لبايدن، الذي يقع إذا مشى… وينسى إذا حكى… ويغفو إذا جلس… أن يصْدق إذا وعد؟.
نرجوكم يا حكاماً ويا شعوباً، أن تعوا قبل أن تحولوننا إلى ضحية ساذجة، ويضحك علينا، بوعودهم الكاذبة نتنياهو وبن غفير، وغيرهما من وزراء الجنون.