كل نفس ذائقة الموت، هذه حال الدنيا، نأتي ونذهب، لسنا إلاّ عابرون في هذه الدنيا الى دنيا الحق، اللواء سامي الخطيب حكم لبنان في المرة الأولى من العام 1958 حتى العام 1970 أيام الرئيسين فؤاد شهاب وشارل حلو.
كان الرجل الثاني في المكتب الثاني بعد العقيد غابي لحود، مجموعة من الضباط بينها غابي وسامي، وسامي الشيخة وجان ناصيف ونعيم فرح.
بصراحة بقيت الدولة اللبنانية دولة حقيقية من العام 1949 حتى العام 70 أي بعد «اتفاق القاهرة» تم حل المكتب الثاني (أي المخابرات) وملاحقة الضباط و»تشريدهم» في بلدان قريبة وبعيدة.
من مآثر اللواء سامي الخطيب أنه أوقف أبو عمار في ثكنة الحلو… ثم كانت المداخلات السياسية وتم إطلاق عرفات.
كانت تربطني بالفقيد المغفور له سامي الخطيب صداقة تاريخية، وقد ورثت هذه العلاقة عن المرحوم والدي الذي كان صديقه الحميم.
سامي الخطيب كان لمجرد ذكر اسمه أو اسم المكتب الثاني يكفي ليدب الرعب في قلب أي مسؤول كبيراً كان أو صغيراً.
كان لبنان يعيش حالاً من الاستقرار والازدهار وهذا ما سمّي «العهد الذهبي» لهذا الوطن، طبعاً من دون أن ننسى عهد الازدهار أيضاً أيام الرئيس المرحوم كميل شمعون.
«اتفاق القاهرة» الذي أُجبر اللبنانيون على توقيعه كان الاتفاق الذي أفقد لبنان سلطة الحكم وسيادته على أراضيه.
في العام 1970 يوم انتخب الرئيس سليمان فرنجية كانت هناك حملة على ضباط المكتب الثاني الذين اتهموا بأنهم زرعوا الفساد في البلاد وقمعوا الحريات، وهو ما لا يقارن بالواقع الذي نعيشه منذ ذلك الوقت حتى اليوم: من حكم الفلسطينيين الى حكم السوريين الى حكم «حزب الله» فغياب شبه كامل للدولة.
1 Banner El Shark 728×90
فرّ الضباط الخمسة الى سوريا وسواها، وكنت ألتقي بالمقدم سامي الخطيب في سوريا…
وبعدما تولى قيادة قوات الردع عيّنته حكومة الرئيس سليم الحص قائداً للجيش بعد ترفيعه الى رتبة لواء يوم الإنقسام الكبير وقيام قيادتين للجيش إحداهما في ما كان متعارفاً عليه بالمناطق الشرقية والثانية في المناطق الغربية.
وبعد توحيد الجيش في العام 1990 عيّـن سامي الخطيب وزيراً للداخلية مرتين متتاليتين وعرف عهده وضعاً أمنياً مستقراً بالرغم من أنّ لبنان كان طالعاً من الحرب، كما أشرف على إجراء أوّل انتخابات نيابية بعد الحرب.
عبداللطيف الزين
المرحوم عبداللطيف الزين كان شخصية نيابية معتدلة، ابن عائلة سياسية وطنية مرموقة، كان والده المرحوم يوسف بك الزين رئيس السن لسنوات طويلة في مجلس النواب.
بدأت نيابته التي امتدت عقوداً طويلة يوم كان في لبنان دولة، ويوم كان الموقع ذا قيمة ووقار.
لم يُعرف عنه طوال نيابته إلاّ الإعتدال وطيب العلاقات مع الجميع، وإن كان معروفاً بعلاقته الوطيدة مع دولة الرئيس نبيه بري.
لا شك في أنّ رحيل هاتين الشخصيتين البارزتين يعتبر خسارة للبنان… أحرّ العزاء الى الاسرتين الكريمتين… فليرحمهما الله ويحلهما في رضوانه… وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
عوني الكعكي