لنتجاوز الآن الحديث عن قانون الانتخاب الجديد، مع كل ما يرافق الجزء الأخير المتبقي من رحلته، من اثارة اما لأسباب سياسية أو انتخابية أو اعلامية. ثم ان تكرار التهمة الموجهة الى الشياطين الموجودة في التفاصيل بات ممجوجا ومكررا وقاطعا للشهيّة! ومن بلع بحر النسبية لن يغص بتفاصيلها! واذا كان التوصل أخيرا – ومتأخرا جدا! – الى قانون النسبية، هو صناعة لبنانية كما يقول مفاخرا النائب جورج عدوان، فانها صناعة غير قادرة على المنافسة، لما يتضمن انتاجها من عيوب في المصنع، ومن تأخير فاضح في التسليم!
***
أمران عاجلان أحدهما داخلي، وثانيهما عربي واقليمي ودولي. داخليا، بعد انجاز القانون لرحلته الدستورية ووضعه موضع التنفيذ، ستهوج البلاد وتموج بتلاطم الموج الانتخابي العالي، جريا على العادة الانتخابية في لبنان، وذلك طوال فترة شهور قبل حلول الموعد المحدّد الجديد لاجرائها. وعلى الرغم من ان الحكومة ستكون مشغولة جدا بعصف المعارك الانتخابية، فالأمل كبير بألا يكون ذلك ذريعة للتوقف عن عمل أي شيء آخر غير تأمين الفوز بالانتخابات! ذلك ان حياة اللبنانيين لا تتوقف على الانتخابات وحدها، ولديهم متطلبات يومية ومعيشية! وأزمات ومنغصّات مستمرة منذ أزمان متفاوتة. ومن واجب الحكومة ان تخصص جانبا من وقتها للمشاريع الملحّة والحيوية والتي لم تعد تتحمّل أي تأخير…
***
عربيا، فان التطورات تتخذ منحى تصاعديا يشي بأن الأمة تقع اليوم على فالق زلازل يسجل درجات عالية على ميزانها. وذلك يحدث على مستويين، المستوى الساخن بالحروب المتدحرجة في الأرض العربية تحت عنوان مكافحة الارهاب… والمستوى الناعم المتعلق بالسياسة وأفقها المدلهم بالعواصف والأعاصير. والمستويان معا يؤشران الى مزيد من الفرز والانقسام والتنابذ. ومن آخر معالمها التفرّد القطري في الاتجاه السياسي والتلاعب بالألغام!