مع اقفال صناديق الاقتراع في منطقتي صور وبنت جبيل قرأ عدد من المتابعين للشأن الانتخابي في هاتين المنطقتين عددا من الرسائل الموجهة للثنائية الشيعية ومن تلك القراءات ملاحظة تتعلق بتدني نسب الاقتراع في كل من صور وبنت جبيل حيث لم تتجاوز نسبة المقترعين في صور عتبة الـبالمئة والـ بالمئة في بنت جبيل.
واشار المتابعون الى ان تدني نسبة الاقتراع في هاتين المدينتين حيث الاولى من حصة «امل« والثانية من حصة «حزب الله« لا تدعو للتفاؤل بالنسبة إليهما وان كانت مصادرهما تشير الى ان انخفاض هذه النسبة ناجم عن عامل الاغتراب والهجرة في كل منهما.
اما الملاحظة الثانية للمتابعين فتلفت الى تجرؤ عدد من المرشحين المنفردين والمستقلين والحزبيين للمرة الاولى على الخروج من تحت عباءتهما والإعلان عن برامج انتخابية مختلفة عن برامج كل من الطرفين. وفي هذا السياق ترد أوساط «امل« و«حزب الله« ان هذا دليل اخر على عدم وجود الغاء وإقصاء لدينا، حسب قولها.
اما الملاحظة الثالثة للمتابعين فهي انه كان لهذه الانتخابات طابع سياسي وان لَبْس لبوس إنمائي وما يدل على ذلك ان معظم اللوائح المنافسة للوائح امل- حزب الله كانت لوائح يترأسها إما حزبيون يساريون وإما معارضون لسياسات الجانبين أقله على الصعيد الانمائي والخدماتي . ويكرر هؤلاء التناقض في تصريحي كل من رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد من جباع الذي قال ان لا طابع سياسيا للانتخابات البلدية فيما قال الوزير محمد فنيش من معروب ان هذه الانتخابات ليست بعيدة عن السياسة.
اما الملاحظة الرابعة التي توقف عندها المراقبون فهي الخلاف الخفي بين طرفي الثنائي في عدد من المدن والبلدات وضربوا على ذلك أمثلة خمسة:
في زبقين حيث شكل كل منهما لائحته. وفي حاريص حيث رفض رئيس لائحتها عماد سليمان احمد أعطاءهم اكثر من أربعة مرشحين بدلا من ستة. وفي تبنين حيث شكل رئيس البلدية الحالي نبيل فواز لائحته الكاملة من دون الرجوع لحزب الله الذي شكل لائحته الخاصة. وفي جويا حيث تمرد رئيس بلديتها حسين فضل الله المحسوب على الحزب على قرار الحزب والحركة تشكيل لائحة ائتلافية يترأسها رئيس مجموعة «وعد« حسين جشي وشكل لائحة منافسة اسماها قرار جويا . والبازورية حيث شكل حزبيون ومستقلون مدعومون من العائلات لائحتهم في مواجهة التحالف وانتصر لها مناصرون من الطرفين. وسادس هذه الأمثلة جاء من بلدة طورا حيث تآلف الطرفان لمواجهة لائحة يرأسها رئيس البلدية الحالي محمد دهيني المحسوب على امل والعائلات وانتصر لصالحه مناصرون من الطرفين.
ويخلص المتابعون الى القول ان ملاحظة خامسة جديرة بالاهتمام والتوقف عندها وهي مسارعة الحزب لتبني ترشيح عدد من المخاتير في صور، مستدركا الحركة لتأييد ترشيح ستة عشر مرشحا. ولفت هؤلاء الى ان هذا الامر ليس دليل عافية بين الطرفين بل قد يؤسس لطلاق رجعي مع «نقزة» لن يتم تخطيها بسهولة بينهما.
اما الملاحظة السادسة والتي تؤكد نوعا من العصبية في العلاقة بين فريقي التحالف فكانت اصدار المكتب الاعلامي لحزب الله في صور ظهر أمس بيانا اعلن فيه سحب مرشحيه في ثلاث من القرى جنوب الليطاني وهي زبقين وحاريص وتبنين تاركا للعائلات حرية الاختيار ليعقبه بعد اقل من ساعة ببيان يتمنى فيه سحب هذا البيان من التداول.
وعلى هامش العملية الانتخابية جنوب الليطاني يمكن التأكيد ان منطقتي صور وبنت جبيل قد نجحتا في تجاوز قطوع الانتخابات البلدية والاختيارية بسلام من دون ان يسجل اي حادث عليه «العين» حتى ساعات المساء وذلك رغم المنافسة الشديدة وذلك يعود لعامل أساسي واحد هو عين القوى الامنية من جيش وقوى امنية والتي نشرت عناصرها عند مداخل اقلام الاقتراع كما سيرت دوريات مؤللة في شوارع المدينة وفي كل المناطق الساحلية والداخلية وفي القرى الحدودية.