برغم الزخم الانتخابي الذي أحدثته «لائحة مواطنون ومواطنات في دولة»، في مدينة صور، إلا ان الاجواء تبدو هادئة، قياسا بمدن وبلدات جنوبية اخرى.
في صور، لا لوائح مكتملة منافسة للائحة ائتلاف «حزب الله» و «أمل»(21 مرشحا على عدد مقاعد المجلس البلدي)، حتى «لائحة مواطنون» فإنها مؤلفة من 6 أشخاص، 4 ذكور، و2 أناث، كما ان عدد المرشحين المستقلين، يعتبر ضيئلا جدا نسبةً الى عدد الناخبين الصوريين الذين يتجاوز عددهم حوالي 30 ألف ناخب، بحسب رئيس البلدية الحالي حسن دبوق.
وكان مجلس العام 2010 قد فاز بالتزكية على قاعدة أن تكون حصة «امل» 16 عضوا وحصة «حزب الله» خمسة أعضاء، وذلك استنادا الى نتائج انتخابات العام 2004.
تضم لائحة «التنمية والوفاء»، تشكيلة من مختلف الطوائف: 4 سنُة، 4 مسيحيين، 13 شيعة، موزعين على الشكل التالي: حصة «حزب الله» 3 شيعة، عضو سني، وآخر روم كاثوليك. اما حصة «امل» فتتألف من 3 سنُة، 1 روم كاثوليك، 1 ماروني، 1 روم ارثوذكس)، 10 شيعة، على أن يتولى مطارنة صور تسمية جميع المرشحين المسيحيين، ويتولى مفتي صور الشيخ مدرار حبال تسمية المرشحين السنُة، وفقا لدبوق، موضحا أن لا تغيير على مستوى الرئيس (دبوق) ونائبه (صلاح صبرواي)، اللذين سيحتفظان بمنصبيهما في الولاية البلدية الجديدة». اما الابرز، فهو تفعيل حضور النساء في لائحة التحالف الثنائي اذ خصصت لهن 3 مقاعد.
يفند احد المرشحين عن المقاعد المسيحية الـ4 جورج غنيمة الواقع الحالي للوجود المسيحي في المدينة وخصوصا في «حارة المسيحية» بالقول: يبلغ عدد المسيحيين المقيمين في صور بشكل ثابت، ما بين 2400 و2500 شخص، اما عدد الناخبين المسجلين من مختلف الطوائف، فيصل الى حوالى 6000 ناخب، من اصل عدد ناخبي المدينة ككل. اما الناخبون الفعليون فلا يتجاوز عددهم 1600 او 1700 ناخب كحد اقصى».
وعن رضى المسيحيين في صور على تمثيلهم يقول غنيمة: «في المفهوم الديموقراطي، أي تمثيل يُعتمد مهما كان حجم درجة الكفاءة فيه، لا يمكن أن يحوز على الرضى التام والمطلق». وردا على سؤال حول وجود احزاب مسيحية في المدينة، يوضح انه «لا وجود تنظيميا مباشرا لاي حزب، بل تعاطف مع مختلف التيارات المسيحية».
يفصّل سمير بواب المرشح عن احد مقاعد السنُة الـ4، الوجود السني في المدينة الذي يتوزع، وفقا له، على الحارات التالية في المدينة وهي: المنارة، الحسينية، الجامع، المصاروي والجورة، موضحا ان «عدد الناخبين السنُة يتعدى حوالى 5 آلاف ناخب، ونتمنى ان تكون نسبة التصويت مرتفعة خصوصا بعد ما شاهدناه من إقبال ضعيف في بيروت».
ويجزم بواب «بوجود رضى واسع من قبل المواطنين السنة في المدينة، على تمثيلهم البلدي خصوصا انه يحظى بمباركة المفتي حبّال». وعن وجود حزبي في اوساط السنُة يقول بواب: «لا وجود تنظيميا فعليا، بل تعاطف وخصوصا مع «المستقبل» شأن ذلك كباقي الطوائف اللبنانية.
مآخذ لائحة «مواطنون في دولة» التي يقودها على المستوى الوطني الوزير السابق شربل نحاس، لا تقتصر على تهميش المجلس الحالي للفئات الاخرى، بل ثمة علامات استفهام على مشروع «الارث الثقافي» الذي ينفذه المجلس الحالي في المدينة والذي يعتبره رئيس «اللائحة» حسين غازي فارس انه «خرب البلد، حيث انصب اهتمامهم في المجلس على الحجر ولم يراعوا البشر، وبالتالي ادى هذا المشروع الواجب اعادة النظر به، الى تدمير ممنهج للسوق التجاري في المدينة».
ما يجمع هؤلاء نقمتُهم على أداء المجلس الحالي، «وتفرده بقرار المدينة على الصعيد الانمائي حسبما يقولون، دون ان يقيم أي اعتبار للمجتمع المدني فيها». الحماسة بادية على وجوه هؤلاء، والتحدي بالنسبة لهم سمة الموقف، برغم عدم تكافؤ الامكانات والقدرات التجييرية.
اما عضو «لائحة مواطنون» عامر فوزي حلاوي، فيرفض ما يسميه «الاقطاع الانمائي في صور»، ويستطرد قائلا: «نحن مع المقاومة ولا نختلف مع التحالف الثنائي في العناوين الاستراتيجية، لكننا ضد تكريس التبعية»، سائلا: «اين البرنامج الانتخابي للائحة المقابلة»؟
في المقابل، يرد رئيس البلدية حسن دبوق، على اتهامات «مواطنون» بالتفرد بقرارات المدينة، مشيرا الى انه «يوجد في صور ما يتجاوز 300 عائلة شيعية، و180 عائلة مسيحية، و150 عائلة سنية، وهذا الخليط العائلي ممثل في «لائحة التنمية والوفاء».
وبالنسبة للارث الثقافي، يقول شعارنا: «الحجر في خدمة البشر»، مشيرا الى «تغيير في الوظائف الحيوية للمدينة»، «فالهجمة على القطاعات السياحية وخصوصا المطاعم والمقاهي كبيرة، وهذا الامر يتطلب تطوير البنى التحتية لتلائم هذه الحركة السياحية».