باتت الأوضاع في لبنان قابلة لأي تطورات مرتقبة بفعل عدم وضوح الرؤية إقليمياً ودولياً وصولاً إلى ما جرى في الإمارات العربية المتحدة، بحيث بات لبنان من يتلقف التطورات في أكثر من أي وقت مضى وفي أي دولة عربية .
وعلى هذه الخلفية ونظراً لسياسة المحاور بحيث يتبع هذا الفريق لهذا المحور أو ذاك فهنا تشير المعلومات إلى أن هناك معطيات تؤشر إلى تصعيد في المنطقة على الرغم من الحديث عن التقدم في المفاوضات النووية في فيينا ، وحيث سيكون لها إنعكاساتها على لبنان في حال فشلت أو نجحت، بمعنى ولتحسين الشروط في التفاوض من قبل طهران فإن الساحة اللبنانية ستشهد صراعات كبيرة على أكثر من خلفية، وهذا ما بدأت تظهر معالمه في الآونة الأخيرة ولهذه الغاية فإن الأجواء تؤكد بأن التصعيد في الداخل مرده عناوين عديدة أولاً تصفية الحسابات بين الأطراف والمكونات السياسية على خلفية الإنتخابات النيابية، ولاحقاً الرئاسية. وحيث سيحسن كل طرف شروطه من خلال الشعبوية وشد العصب عبر الخطاب السياسي العالي النبرة إضافة إلى عامل إقليمي يتمثل بمفاوضات فيينا،وحيث إيران لها حلفاؤها في لبنان والمنطقة وتعمل على تحصينهم إن في العراق أو لبنان وهذا سيكون عبر التصعيد السياسي والإعلامي خصوصاً قبل الإنتخابات النيابية، في حين وعلى صعيد المفاوضات الجارية من العراق إلى فيينا حول التقارب الإيراني الخليجي فإن المعلومات الصادرة من أكثر من طرف سياسي داخلي على صلة بما يجري تؤكد بأن الأمور موضع لقاءات وتشاور وليس هناك من معطيات عن إنطلاق المفاوضات،وبالتالي ما جرى في الإمارات العربية المتحدة قد يعيد الأمور إلى المربع الأول إلا إذا كان هناك أجواء عن عدم وجود أي دور إيراني في هذا القصف واقتصر على الحوثيين، وهذا لم يقنع الخليجيين وسواهم لأن الحوثيين يتلقون الدعم اللوجستي والأسلحة وكل شيء من إيران، لذا لبنان في موقع المترقب لهذه التطورات والأحداث ليبنى على الشيء مقتضاه لاحقاً وحيث ثمة معلومات بأن الساحة اللبنانية ستشهد في الأيام المقبلة مداً وجزراً في هذا السياق.