Site icon IMLebanon

أوكرانيا وهزيمة بوتين

 

 

هل يحسم الرّوس حربهم وتسقط كييڤ العاصمة؟ كلّما مرّ يوم جديد على الحرب الرّوسية ـ الأوكرانيّة من دون أن يستطيع الجيش الرّوسي ـ من المفترض أنّه جيش دولة عظمى ـ أن يحسم الوضع لصالحه، كلّما اقتربَ الرئيس الرّوسي فلاديمير بوتين يوماً جديداً أيضاً من الهزيمة. شارف الأسبوع الأوّل من هذه الحرب على الانتهاء لم يتمكّن الرّوس بعد من إحكام السيطرة على خاركييڤ ولا على كييڤ ولا حتى على الأجواء الأوكرانيّة، فيما نجح الأوكران في تثبيت مقاومتهم بعد استيعابهم الضربة الأولى والاستمرار من دون دعم دوليّ، فكيف إذا استلم الأوكران أسلحة الدعم الفتّاكة والصاروخيّة من الولايات المتحدة الأميركيّة ودول الاتحاد الأوروبي؟

 

أمس اختصرت النّمسا الأمر وحسمته بإعلانها استحالة انضمام أوكرانيا في هذا الوقت إلى الاتحاد الأوروبي بالطبع، حتى بعدما اكتشف أنّ حلفاءه تخلّوا عنه وتركوه وحيداً لا تزال  طموحات الرئيس الأوكراني غير واقعيّة، لو كانت دول أوروبا تجرّأت على إغضاب روسيا لضمّت أوكرانيا إلى اتحادها منذ ثلاثة عقود ويزيد وانتهى الأمر، ومع هذا لا يريد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التفكير عمليّاً والتّعاطي مع واقع يفرض نفسه عليه فيطلب منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا فيجيبه الرئيس الأميركي جو بايدن أنّ “الوقت غير مناسب لفرض منطقة حظر طيران”، أو يعلن بالأمس أنّه “إذا كان شركاؤنا لا يريدوننا في حلف الأطلسي فنحن بحاجة إلى ضمانات أمنية”. طبعاً هذا الكلام فات وقته فلم تعد أوكرانيا تملك سلاحاً نوويّاً تفاوضها أميركا وأوروبا لتتخلّى عنه فتطالبهم بضمانات أمنيّة للموافقة على ذلك، أكثر من المساعدات بالسّلاح والمال والمساعدات الإجتماعيّة والإنسانيّة لن يقدّم لها الغرب!

 

تجربة الحرب الروسيّة ـ الأوكرانيّة قد تتكشّف عن واقع انتهاء زمن الحرب على طريقة الجيوش الكلاسيكيّة وتقييم الصور التي تنقل يراها المتابع لهذه الحرب تطرح أسئلة جديّة فهل من المنطقي أن تمتدّ أرتال الجيش الرّوسي كيلومترات ويتمكّن الطيران أو الصواريخ الأوكرانيّة من استهدافها وتكبيدها خسائر متعددة أو أن يشنّ جيش حرباً ما فيما العدو الذي يواجهه قادر طرقات إمداده بالسلاح والعتاد والمال مؤمّنة؟ أغلب الظنّ أنّ هذه الحرب ستكتب صياغة الواقع العسكري الموروث منذ الحرب العالمية الثانية وعلى كلّ المستويات مثلما ستعيد صياغة تقييم قوّة الدّول وقدرتها الضعيف على مواجهة القوي وهزيمته!

 

قبيل مساء يوم أمس كان هناك كلام عن إمكانيّة سقوط كييڤ ليلاً، إن سقطت سيكون الرئيس الروسي هزم أميركا والاتحاد الأوروبي وسيعيد فرض معادلات كثيرة عليهم، وإن صمدت كييڤ سيدفع فلاديمير بوتين الثّمن هزيمة مرّة في روسيا وفي العالم، فهل تسقط أم يسقط؟