أتى اللقاء -العشاء في كليمونصو ليل الاول من امس بين رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط وبين رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع في سياق التنسيق المستمر بينهما حول عدة قضايا وبينها الاستحقاقات الدستورية.
اذ بعد اللقاء ذو الطابع الرئاسي الذي عقد قبل الاجتماع الاخير في منزل عضو اللقاء الديموقراطي النائب نعمة طعمة في الرابية وجمع رئيسا كل من الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية للتداول يومها في كيفية إنهاء مرحلة الفراغ الرئاسي ،كان اجتماع كليمنصو بين جنبلاط وجعجع ذو طابع انتخابي تمهيدي ، بحيث شدد الرجلان على ضرورة ترسيخ التعاون السياسي بين الجانبين وتقوية الواقع التعايشي القائم بين ابناء منطقة الجبل المسيحيين والدروز وصولا الى مناقشة التحالف الانتخابي المقبل على ضوء القانون الانتخابي الحالي الذي أعرب جعجع عن قناعته به ،فيما جنبلاط لم يكن بالوتيرة ذاتها وان قبل هذا القانون ،آذ « لا يهمه اذا ما زاد تكتله نائبا او نقص نائبا «طالما ان الهم الأساسي هو تعزيز الهدوء على الساحة اللبنانية
وفي مجال التعاون الانتخابي كان توافق بين جنبلاط وجعجع على نسج تحالف انتخابي «متوازن « بين الجانبين يأخذ بعين الواقع حضور كل من الحزب التقدمي والقوات اللبنانية في هذه المنطقة ،بما يعني وفق المعطيات بان مسودة لائحة الشوف- عاليه رست مسودتها منذ الان على تحالف انتخابي بين الاشتراكي والقوات ،ليستكمل التحاور مع غير قوى اسوة بتيار المستقبل الذي له تواجد في منطقة الإقليم الخروب ممثلا بالنائب محمد حجار في موازاة ثقة لدى جنبلاط ونوابه بانهم باتوا يتقاسمون الحضور السني في هذه المنطقة مع رئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري.
وحتى انجلاء المشهد النهائي فان هذه الدائرة ستشهد ايضا لائحتان الى اللائحة الاشتراكي -القوات ،تضم احداها رئيس الحزب الديموقراطي طلال ارسلان والتيار الوطني الحر وحلفائه ، واُخرى رئيس حزب التوحيد الوزير الاسبق وئام وهاب، فيما لم تتضح بعد تحالفات حزبي الكتائب اللبنانية والاحرار اللذين لهما نائبان في هذه الدائرة رئيس الأحرار دوري شمعون والكتائبي فادي الهبر.
ولم تتخذ الاحداث العسكرية في عرسال ولا تطورات الأزمة السورية حيزا من تداولات لقاء كليمونصو، في مقابل التركيز على التعاون الانتخابي الذي يحافظ على «الستاتيكو » الحالي، ليتسع الكلام نحو زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في 6اب المقبل الى دير القمر لتدشين كنيسة سيدة التلة حيث سيعمد كل من الاشتراكي والقوات لإقامة استقبال حاشد له ،في حضور جنبلاط الذي سيسطحبه الراعي معه الى غداء في كرسي مطرانية بيت الدين حيث يلقي جنبلاط كلمة وعضو كتلة القوات اللبنانية النائب جورج عدوان.
وايضا كان الكلام حول تحضير جنبلاط لاستقبال لاحق لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون عند انتقاله الى القصر الصيفي في بيت الدين ،وتشارك فيه القوات البنانية ، لكن ثمة تعديلات طرأت بعيد العشاء حيث يميل عون للمشاركة في مناسبة 6 آب بحيث عندها قد تشهد احتفالات الاستقبال تعديلات جديدة.
ولن يكون لقاء كليمونصو الاخير بين جنبلاط وجعجع اللذين رسما خريطة التحالف الانتخابي بينهما وتداولا في كيفية تعزيز الهدوء في الجبل حتى لا تتأثر هذه المنطقة بالخطابات السياسية الحادة وتلقي بثقلها على ابنائها لان ما ينعم به الجبل من مناخ تعايشي مفترض تعزيزه والحفاظ عليه.
ورغم ان الحديث تطرق الى الواقع الانتخابي في دائرة البقاع الغربي الذي يتمثل فيه الاشتراكي بالنائب وائل ابو فاعور ،لكن الكلام الذي تناول هوية النواب المذهبية والسياسية لم يصل الى حد ما وصل اليه التداول في تحالف جنبلاط -جعجع في منطقة الجبل.