IMLebanon

الأهداف غير المعلنة لعملية «حزب الله» المضخمة إعلامياً في منطقة القلمون

الأهداف غير المعلنة لعملية «حزب الله» المضخمة إعلامياً في منطقة القلمون

رفع المعنويات المنهارة والإبقاء على المعبر البري الوحيد مفتوحاً ومنع سقوط مخازن الأسلحة بيد المعارضة

توظيف عملية القلمون لتقوية النظام السوري في المفاوضات محكومة بمسار العمليات المقبلة

يرى مصدر مطلع أن هناك عدّة أهداف غير معلنة جرّاء العملية العسكرية التي يشنها «حزب الله» بالمشاركة مع جيش النظام السوري في منطقة القلمون السورية المحاذية للحدود مع لبنان، أولها الإبقاء على هذا المعبر البري الوحيد مع لبنان مفتوحاً، بعدما استطاعت فصائل المعارضة السورية المسلحة السيطرة على معظم المعابر البرية التي تربط سوريا بكل من العراق والأردن وتركيا أو تمّ إغلاق البعض الآخر لأسباب أمنية من قبل هذه الدول المجاورة، لأن هذا المعبر البري المتبقي يؤمن فائدة مزدوجة للنظام ولحزب الله معاً، وتبقى الحاجة ملحّة لكلا الجانبين لإبعاد مخاطر إغلاقه نهائياً بعدما استطاعت الفصائل السورية المعارضة الاقتراب والتمركز بنقاط حسّاسة عدّة من جوانبه وأصبحت قاب قوسين أو أدنى من التحكم فيه في حال استمر انسحاب جيش النظام السوري من النقاط التي يسيطر عليها بفعل هجمات واندفاع هذه الفصائل المسلحة كما حدث في أكثر من منطقة سورية مؤخراً كإدلب ودرعا وغيرها.

فالنظام السوري يستعمل هذا المعبر البري لانتقال رموزه وتواصلهم مع «حزب الله» أو مع العالم الخارجي لتجنّب الخطر المفروض عليه كما حدث مع العديد من المسؤولين السوريين للسفر إلى الخارج مع تأزم الوضع الأمني بالداخل السوري أو لتسهيل نقل الأموال الإيرانية وغيرها، في حين يؤمن هذا المعبر تنقل أفراد وأسلحة ومعدات «حزب الله» بسهولة بالاتجاهين ويعتبر بمثابة الشريان البري الحيوي الوحيد للتنقل بين البلدين بلا حسيب أو رقيب باستثناء بعض المعابر الثانوية الأخرى غير الآمنة نسبياً في معظم الأحيان.

أما الهدف الثاني لهذه العملية فهو السعي قدر الإمكان لإبعاد سيطرة فصائل المعارضة المسلحة عن جوانب هذه المنطقة الحيوية والاستراتيجية التي تضم العديد من مستودعات ومخازن الأسلحة والذخائر والصواريخ والمعدات العسكرية المهمة، ليس للجيش السوري فحسب وإنما لحزب الله أيضاً وهي مستودعات محصّنة تحصيناً قوياً، واستيلاء المعارضة المسلحة السورية عليها يعني في نهاية المطاف انكشاف العاصمة السورية دمشق وانهيار النظام كلياً واندحار «حزب الله» بالكامل.

ويبقى الهدف الثالث وهو محاولة النظام تصوير العملية بمثابة تحقيق «نصر حاسم» ضد المعارضة السورية المسلحة لرفع معنويات مؤيّدي النظام وجمهور الحزب المنهارة جرّاء التراجع المتواصل والانهيار شبه الكامل لجيش النظام في إدلب وغيرها وإعطاء انطباع غير واقعي بقدرة الطرفين معاً على استعادة زمام المبادرة من جديد واسترجاع السيطرة على المناطق العديدة التي ينسحب منها جيش النظام وعناصر الحزب تحت ضغط وهجمات فصائل المعارضة السورية المسلحة، في حين أن الوقائع الميدانية تناقض كثيراً ما يتم نشره وتداوله إعلامياً بهذا الخصوص من قبل وسائل الإعلام الموالية لكلا الطرفين.

ومن وجهة نظر المصدر السياسي المطلع فإن نتائج العملية العسكرية المضخمة لن تكون في حجم ما ينشر ويروج له، بل ستكون محدودة ومؤقتة مع استمرار تهالك وتراجع وانسحاب قوات النظام السوري و«حزب الله» من بعض المناطق والجبهات العسكرية ولأن السيطرة وتثبيت المواقع العسكرية والدفاع عنها في هذه المنطقة الواسعة والوعرة جداً يبقى صعباً جداً وقد يكون مستحيلاً مع تواجد مسلحي فصائل المعارضة المسلحة السورية في مناطق قريبة جداً، في حين ان ما يتردد من أقاويل واستنتاجات بأن نتائج هذه العملية ستؤثر في اضعاف المعارضة المسلحة وبالتالي وقف اندفاعها نحو العاصمة دمشق، لاحقاً قد يكون مبالغاً فيه، لأن مسلحي المعارضة السورية يسيطرون حالياً على مناطق واسعة في الغوطة على أبواب دمشق وفي داخلها، واقرب من منطقة القلمون بكثير، فإذا كان الهدف مما يجري حماية دمشق كما يتردد فلا بدّ من دحر هؤلاء المسلحين المعارضين واخراجهم من منطقة الغوطة الواسعة أولاً وهذا لم يتحقق طوال السنوات الماضية وأصبح الآن صعباً ومعقداً مع توسع انتشار هؤلاء المسلحين وزيادة اعدادهم وتقوية تسليحهم وتنظيمهم عمّا كانوا عليه من قبل.

ومن وجه نظر السياسي المذكور فإن محاولة توظيف هذه العملية المنفوخة سياسياً في الاتصالات الإقليمية والدولية الجارية لتقوية موقع النظام السوري على طاولة المفاوضات، تبقى محكومة بما سينتج عن مجرى العمليات العسكرية في أكثر من منطقة وجبهة حسّاسة، لا سيما وأن التقدم الذي حققته المعارضة المسلحة في أكثر من منطقة مؤخراً، أعطى انطباعاً لأكثر من جهة ودولة كانت تراهن على بقاء النظام بعدم جدوى هذه المراهنة وبضرورة الانفتاح على المعارضة السورية أكثر من السابق والانطلاق في أسس حل الأزمة السورية على هذا الأساس.

معروف الداعوق