Site icon IMLebanon

تحت حُمّى الانتخابات وفي حِمى الضمير  

 

دخل لبنان في حمّى الانتخابات جدّياً. وينتظر أن يكون حزب الله وحركة أمل في طليعة الأحزاب المبادرة إلى إعلان أسماء مرشحيهما في مختلف الدوائر. ولقد يكون السيّد حسن نصرالله ثاني شخصيّـة بعد الرئيس العماد ميشال عون مَن «يتغزّل» بقانون الانتخاب الذي لم تترك الأطراف السياسية فرية إلاّ رمته بها.

 

وليست غايتنا في هذه العجالة أن ندافع عن القانون ولا أن ننضم الى قافلة راجميه. فقط نكرر ما سبق أن قلناه، غير مرّة هنا، وهو إنه القانون – السانحة التي تتيح لمختلف القوى أن تبيـّن أحجامها الحقيقية، فلا يبقى كل فريق يدّعي وصلاً بليلى الشعب، بينما «ليلى في العراق مريضة».

والشعب فعلاً مريض:

إنه مريض الخدمات. وإنه مريض الاقتصاد. وهو مريض الحق في الرفاه. وهو مريض البيئة التي يتآمرون جميعاً عليها البعض بملء إرادته والبعض بكامل وعيه والبعض الثالث بملء غبائه والسلطة بملء العجز والتواطؤ (…) وهو مريض الصحّة فالأمراض تزداد خصوصاً الداء الخبيث الذي تسهم في استفحاله النفايات والمصانع غير المجهّزة بالفلاتر وسوء الحال بضيق ذات اليد وسواها من العوامل (…).

وكان هذا الشعب العليل ولا يزال يأمل في أن يكون عهد الجنرال عون بمثابة دار الشفاء، ولأنّ فخامته يعرف هذه الحقيقة ارتفعت صيحته يوم أوّل من أمس محذّراً بأنه سيبق البحصة ويسمي الأشياء بأسمائها فيعلن مَن عرقل ولا يزال يعرقل الحلول لأزمات الكهرباء والنفايات واستخراج النفط والغاز (…) وما بينها من قضايا (وليؤذن لنا  أن نسميها قضايا) لأن لا مسائل أكبر منها تهم البلاد والعباد.

وفي تقديرنا أنّ المرحلة التي مضت على العهد وتشكيل هذه الحكومة قد حققت للبنان إنجازات مهمة بارزة عدّدها الرئيس سعد الحريري في كلمته الجامعة في الذكرى الثالثة عشرة لاستشهاد المغفور له والده الرئيس رفيق الحريري ونكتفي بالإشارة منها إلى قانون الانتخاب وإقرار الموازنة العامة واستعادة الجنسية للمتحدرين وإجراء التشكيلات والتعيينات القضائية والديبلوماسية وبعض الإدارية كذلك، وخصوصاً عن النفط واستخراجه والغاز (…) ولكن لا تزال هناك قضايا ملحّة في حاجة إلى المزيد وفي طليعتها الكهرباء والنفايات.

ونجزم بأن الرئيس عون سيلقى دعماً من الناس إذا وضع الإصبع على الجرح وكشف عن المسبّبين في عدم تمكين اللبنانيين من حقهم في بيئة نظيفة من النفايات وسواها وفي تيار كهربائي ينعمون به أربعاً وعشرين ساعة في اليوم.

وغداً عندما تُـجْرى الانتخابات النيابية  يبقى على المواطن اللبناني أن يدرك أنه عندما يودع صندوقة الاقتراع تلك الورقة فإنما يكون يراهن على مستقبله ومستقبل أولاده والأحفاد، فإذا استسلم الى عاطفته أو مصلحة آنية تافهة سيكون هو المسؤول. وكذلك سيكون هو المسؤول عن النتائج عندما يحكم ضميره… ولكن لا يعود مسموحاً له (أخلاقيا على الأقل) أن يواصل «النق» ويلقي على سواه بمسؤولية ما تكون قد جنته يداه. كي لا يندم ندامة الكسعي!