في الوقت الذي يعرّض الرئيس سعد الحريري حياته الى الأخطار، وفي الوقت الذي يجول في جميع الأراضي اللبنانية تحت شعار لمّ الشمل، وفي الوقت الذي اجتمع مع الجنرال ميشال عون من أجل الاتفاق على رئيس جديد للجمهورية كي لا يكون هناك فراغ في موقع الرئاسة، وعندما لم يوفّق بإيصال الجنرال ميشال عون الى الرئاسة اجتمع مع الوزير سليمان فرنجية المقرّب جداً من الرئيس بشار الأسد…
في هذا الوقت يتضح أنّ كل ما يقوم به الرئيس سعد الحريري هو من أجل لبنان.
من أجل وحدة لبنان.
من أجل أن لا يبقى موقع الرئاسة الأولى شاغراً.
من أجل الاستقرار في لبنان وحمايته من الحرائق التي تحيط به.
وفي هذا الوقت بالذات ثبت «بالوجه الشرعي» أنّ «حزب الله» لا يريد أن يصار الى انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، لماذا؟
بشكل صريح وواضح لأنّ الرئيس الذي سيأتي سيسأل «حزب الله»: ماذا عن سلاحك الذي تدّعي أنّه لحماية لبنان وأنت منذ عام 2006 لم تطلق طلقة واحدة ضد إسرائيل؟
بالمناسبة توقفوا أمام هذه الملاحظة: منذ العام 1973، أي منذ الاتفاق بين سوريا وإسرائيل ولغاية اليوم لم تطلق طلقة واحدة من الجولان ضد الأراضي الاسرائيلية، كما هي الحال اليوم على الجبهة اللبنانية…
ما هذه الصدفة؟ اتفاق بين سوريا وإسرائيل واتفاق بين «حزب الله» وإسرائيل وهذان الاتفاقان من أكثر الاتفاقات ثباتاً التي حصلت بين العدو الإسرائيلي والعرب.
أما ماذا عن الصمود والتصدّي وأين شعار المقاومة والممانعة؟ الله أعلم!
نعود الى الرئيس الجديد الذي سيسأل «حزب الله»: ماذا تفعل في سوريا؟ ومن أعطاك الاذن بالذهاب الى سوريا لتتدخل في الحرب الأهلية بين الشعب السوري الشقيق وبين النظام العلوي الطائفي؟
كذلك سيسأل الرئيس الجديد الحزب: لماذا تتدخل في اليمن؟ ولماذا تدرّب إرهابيين يسمّون الحوثيين؟ وما علاقتك بهم؟ والمقاومة الممنوحة ترخيصاً من الشعب اللبناني والجيش اللبناني والدولة اللبنانية لمقاتلة إسرائيل هل أصبحت مجموعة يمكن إرسالها للقتل والتخريب في أي مكان يريده ولاية الفقيه المتمثّل بقاسم سليماني قائد «فيلق القدس» (انتبهوا جيداً الى الاسم «فيلق القدس»): في اليمن، وفي الكويت، وفي مصر، وفي نيجيريا، وفي السودان، وفي البحرين، وفي السعودية(…)
هذه البلدان كلها ماذا يفعل فيها «فيلق القدس»؟ يحرّر القدس؟ طبعاً القدس في فلسطين المحتلة، ويبدو أنّه تاه فأخطأ الطريق.
كذلك سيسأل الرئيس الجديد الحزب: لماذا تخرّبون علاقة لبنان وتوصلونه الى مقاطعة أشقائه دول مجلس التعاون الخليجي وفي المقدمة المملكة العربية السعودية؟
أجل، لماذا تخرّبون علاقة لبنان مع أشقائه؟ وسوف يسأل الرئيس الجديد «حزب الله»: هل تعلمون أنّ 79٪ من مدخول لبنان يأتي من اللبنانيين العاملين في دول الخليج والمملكة والذي يشكل 6 مليارات دولار؟
هل تعلمون أيضاً أنّه لا سياحة ولا اقتصاد ولا نموّ إقتصادياً في لبنان من دون أهل الخليج؟
هل تعلمون أيضاً أنّه وبسببكم بدأ أهل الخليج والسعودية ببيع بيوتهم وفنادقهم وأراضيهم واستثماراتهم في لبنان؟!.