IMLebanon

تفهم وتفاهم بين البطريرك والسفراء ومحاولات تسريع الانتخابات قيد الاختبار

سجلت أكثر من محاولة سياسية وديبلوماسية من اجل تقريب موعد انتخاب رئيس للجمهورية بعد مرور 176 يوما على الفراغ الرئاسي. الاولى: دعوة البطاركة الى انسحاب المرشحين ميشال عون وسمير جعجع من المعركة، وقد طلب البطريرك الماروني من الدول الكبرى المساعدة في الملف. الثانية: محاولة الرئيس نبيه بري اختيار مرشح تسوية.

وقد استبعدت مصادر تواكب الاتصالات غير المعلنة ، ان يتجاوب رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون ورئيس حزب “القوات اللبنانية “سمير جعجع مع الدعوة التي وجهها مجمع البطاركة من بكركي السبت الماضي في ختام اجتماعهم ليتخليا عن ترشيحهما للرئاسة . وأوضحت ان استبعادها تجاوب عون وجعجع يعود الى انه تم “جس نبض” مقربين من المرشحين حول تلك الدعوة فلم يجدوا اي رغبة في التجاوب، بل على العكس أكد الاثنان أنهما لا يريدان الجدل مع البطريرك بشارة الراعي ، لكن سحب الترشيح ليس بهذه السهولة ولا بتوجيه دعوة علنية في وسائل الاعلام، لان المسألة اكثر تعقيدا.

واشارت دوائر ديبلوماسية غربية في بيروت ان خلاصة لقاءات بكركي الديبلوماسية حول مساع تبذلها مع عدد من سفراء الدول الكبرى لإقناع رؤساء كتل نيابية مؤثرة لتعجيل انتخاب رئيس جمهورية قد لا تعطي النتائج التي يأملها البطريرك، لان هؤلاء “أصيبوا بخيبة امل من المرشحين للرئاسة اللذين لم يتزحزحا عن موقفهما،اذ ان لكل منهما منطقه للاستمرار بترشيحه.

ونقل عن الدوائر نفسها “اننا على تفاهم كامل مع البطريرك ونقدر معاناته وننتظر تعليمات جديدة من حكوماتنا لتحديد طبيعة التحرك الذي يجب ان نتبعه”.

وأكدوا انهم متفقون مع ما يطرحه سيد بكركي وسبق لهم وللمسؤولين الذين زاروا بيروت ان التقوا معه في موقفه لإجراء هذا الاستحقاق في أقرب وقت او التقوا نظراء لهم في الخارج وان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون يكررّ في تقاريره عن الـ1701 و1559 دعواته لانتخاب رئيس للبنان، لان”الأوضاع التي يعيشها في الداخل من جراء انعكاسات الأزمة السورية السلبية في مجالات عدة تحتم وجود رئيس لمواجهة الإخطار التي تتزايد يوما بعد يوم” وفقا لما ورد في تقريره الأخير الذي رفعه الى مجلس الامن الأربعاء الماضي .

أما بالنسبة الى المحاولة الثانية فهي محاولة بري وقد رأى سفير دولة كبرى متابع لملف الرئاسة ان تحرك بري بشأن إنتخاب رئيس للجمهورية امر جيد اذا كان هدفه إقناع “حزب الله” بان المصلحة العليا للبلاد انتخاب رئيس غير الجنرال عون وان يتفاهم مع “تيار المستقبل” و”القوات” على رئيس تسوية كما حصل بالنسبة الى تمديد ولاية مجلس النواب وإلا “فإن اي تحرك يرتكز على توقعات مبنية على قرب توقيع الاتفاق النووي بين ايران والدول 5+1 هو رهان استباقي وليس بالضرورة اذا حصل ان تقبل ايران وتحديدا المرشد الأعلى علي خامنئي التخلي عن مرشح مدعوم من الحزب هو الجنرال عون وفي نهاية الاسبوع ، جدّد الحزب التأكيد له انه هو المرشح الأمثل وفقا لما أعلنه من الرابية مستشار الامين العام للحزب حسين الخليل.