جاءت اللقاءات التفاهمية بين مدير مكتب الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية في معراب، مكملة للقاء بين الرئيس فؤاد السنيورة ونائب رئيس القوات النائب جورج عدوان مكملة لبعضها البعض، كذلك بالنسبة الى ما كان تشاور بصدده الرئيس الحريري مع رئيس القوات الدكتور سمير جعجع وقد توصل الطرفان الى قناعة بانهما يكملان بعضهما وان ما هو قائم بينهما ليس مجرد علاقة سياسية عابرة بقدر ماهي زواج ماروني من المستحيل تعرضه للڤصم بحسب اجماع الطرفين.
ان فكرة اعطاء رئاسة الجمهورية للنائب سليمان فرنجية قد حسمت واصبح بوسع الجميع مناداته بفخامة الرئيس بعد تفاهم المستقبل والقوات على مواجهة المرحلة باعلى درجات المسؤولية المشتركة، لاسيما ان الطرفين قد ادركا خطورة حدوث تباعد بينهما، اضف الى ذلك ان هناك استحالة امام تخليهما عن مشروع سياسي واحد هدفه المحافظـة على سيادة لبنان واستقلاله في هذا الظرف العصيب الذي تمر به المنطقة عموما ولبنان خصوصا، فضلا عن ضرورة اقتناع الجميع بأن الزعيم الزغرتاوي لن يفرط بالسيادة اللبنانية مهما اختلفت الاعتبارات (…)
لا بد ان خطأ طفيفا حصل في الحسابات السياسية للمستقبل والقوات جعل فكرة انتخاب فرنجية للرئاسة تتأخر لبعض الوقت، على اقل ان يحصل الانتخاب بأغلبية مطلعة تسمح بالقول ان الرجل يتكل على اكثرية حزب الله والتيار الوطني الحر، الامر الذي حتم المزيد من التشاور كي لا يؤثر بعضهم في مجال الانتخاب على اكثر الثلثين التي لا تخدم المصلحة العامة من وجهة نظر المستقبل والقوات في وقت واحد وهذا الشيء محسوم من جانب من سعى الى ترجمة المبادرة بمعزل عن تفاهمات جانبية لا تفي بالغرض والا لكان الانتخاب قد حصل في الجلسة الـ 33 امس (…)
لقد ظهر امس بوضوح ان الرئيسين نبية بري وسعد الحريري قد فضلا ارجاء عقد الجلسة لاعتبارات سبق التشاور بصددها وهي ضرورة تأمين اعلى نسبة من اصوات الناخبين، ما يستدعي مشاركة حزب الله والتيار الوطني وهذا الشيء لم يحصل لنقص حصل في مراجعة اصحاب الشأن لكن ذلك لم يؤد الى انتقاص في العدد المرجو، لاسيما بالنسبة الى من هم مدعوون الى الانتخاب باعداد كبيرة، مع العلم ان ما تردد عن تفاهم مرتقب مع التيار الوطني اصبح شبه محسوم (…)
وهناك من يجزم بضرورة حصول انتخاب فرنجية في اقرب وقت كي لا تتطور الامور باتجاه تعزيز المخاوف لدى البعض من ان تزداد المآخذ لدى حزب الله بالنسبة الى ورقة العمل التي تردد اوساط سياسية ان فرنجية قد التزم بها، بمعزل عن وجهة نظره الشخصية من وصوله الى قصر بعبدا، حيث يفهم منها ان ثوابته محترمة منه شخصيا ومن الذين يهمهم الانطلاق باتجاه امور من شأنها ان تعزز مواقفه عند وصوله الى الرئاسة الاولى (…)
كذلك، يمكن القول ان كسر رفض القوات اللبنانية قد بلغ ذروة المسعى الحريري الذي اشترط اعلان سمير جعجع انسحابه من المعركة، وهذا الشيء ينطبق بالضرورة على اعلان رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون سحب ترشيحه بالتزامن مع سحب رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط مرشحه النائب هنري حلو كي لا يقال ان بعضهم يخفي مفاجآت تحت الطاولة يمكن ان تطلع على سطح الاحداث عندما يراد بها ذلك .
تجدر الاشارة الى ان حادث وفاة شقيقة الرئيس نبيه بري قد اثر نسبيا في الاتصالات المناطة به للانتهاء من هذا الاستحقاق الذي لا يجوز ان يستمر اكثر مما استمر، وهذا بدوره من ضمن المحافظة على اصول اللعبة السياسية الواجب العمل بموجبها، اضافة الى ان الرئيس سعد الحريري مرتاح الى نتائج مساعيه لاسيما في مرحلة الاتصال والتفاهم مع حزب القوات اللبنانية؟!
ومن الان الى حين بلورة المواقف بانتظار حلول السابع من كانون الثاني المقبل سيكون كل شيء في محله قد تبلور مواقف جدية ورصينة من الاستحقاق الرئاسي خصوصا ان الرئيس سعد الحريري يعد العدة لعودته الى بيروت في موعد اقصاه الرابع من كانون الثاني المقبل ليكون على اهبة الاستعداد لمواكبة الانتخابات الرئاسية عن قرب، فضلا عن تسريع اجراءات اعداد قانون الانتخابات النيابية اواخر كانون الثاني لتثمير مساعي حلحلة العقد التي من الواجب ان تأخذ وقتها بجدية؟!