سرق الوزير غسان عطالله النجومية من الدكتور ماريو عون، وغطّى ماريو على فادي، والثلاثة حجبوا الاهتمام عن النائب سيزار أبي خليل، الذي قال كلاماً عظيماً لم يُضَأ عليه كما يجب، وزبدة القول كما جاء على تويتر “هناك استهداف للعهد الذي أنجز في ثلاث سنوات أكثر مما حققوه في السنوات الثلاثين الماضية وهم غير قادرين على التأقلم والعيش في بيئة ما بعد الطائف”.
أف أف أف. C’est trop. أي هذا كثير. بالفعل كثيرة علينا إنجازات السنوات الثلاث. قد يكون سعادة النائب أخطأ في التعبير، فما تحقق ليس إنجازات إنما خوارق تتخطى الوصف مثل قانون الإنتخاب. وإقرار موازنة الـ2019 ووضع القريب المناسب في المكان المناسب، أما وجود القيصر في الندوة النيابية فهو قمة الإنجاز والإعجاز.
لم يستفض سعادة النائب في تعداد إنجازات السنوات الثلاث ولعل أبرزها:
رجوع لبنان إلى الخريطة الدولية بعدما غادرها “مشحوطاً”.
رجوع الدولار إلى قواعده سالماً.
رجوع التيار الكهربائي إلى ما كان عليه قبل الحرب العالمية الثانية.
رجعت الثقة. ورجعت حليمة.
كذلك رجعت إلى لبنان أرضه المحتلة.
ورجع الناس يحكون بجل الديب وبجسري جل الديب وبالديب والغنمات.
رجع الأسرى اللبنانيون من سجون سوريا.
ورجعت معدلات النمو إلى ما كانت عليه أيام نجيب حنكش.
كما رجع لبنان متل الصاروخ رجع رجع رجع وفات بالحيط.
لم يفعل رفيق الحريري للبنان شيئاً في ربع قرن. لا جسور. لا طرقات. لا مطار. لا مؤسسات. لا حضور دولي. حتى أنه لم يستشهد. ولم يحقق موته السيادة والحرية والإستقلال. طلِع الرجل بلا جميلة. والثلاثة أعوام توازي الثلاثين.
واللبنانيون أيضاً لم يفعلوا شيئاً في ثلاثين عاماً سوى الإنتظار على قارعة الأمل. واليوم يعيشون البحبوحة والإستقرار والسعادة والكرامة والطمأنينة والعز والسؤدد ومش عاجبن. من كان يصدق أن اول مكالمة واتساب بس ستكون مدفوعة ؟ ومع ذلك بدأوا النق على العشرين سنتاً التي سيدفعونها عيدية للدولة في 1ـ 1 ـ 2020. وينقون على الرواتب المتبخرة في أول اسبوع من الشهر وينقون على سعر الكافيار. لم يستوعب الشعب في أي عصر يعيش يا سيزار. قل له. إنه عصر إنجاب الخطط وتزويجها لبعضها. إنه عصر اكتشاف النفط. عصر ثورة الإنترنت.عصر الفرص. تتمة لعصر يد السارق ستُقطع وعصر ضمان الشيخوخة ووسيط الجمهورية. عصر الفواكه. عصر الغسيل ونشره. لم يدرك الشعب حتى الساعة أهمية ما أُعطي له في ثلاثة أعوام من إنجازات. شعب جاحد بالنعمة يا سيزار.