IMLebanon

المفوضية … ترفض ؟!

 

 

لو كنا في بلد آخر لاستغربنا موقف مفوضية اللاجئين وقرارها عدم تسليم «داتا» (بنك المعلومات) المتعلق بشؤون النازحين السوريين الموجودين عندنا… أمّا وأننا في لبنان، هذا الوطن المنتَهَكة سيادتُه من كل صغير وكبير، والذي يستوطون حائطه من دون حساب، فلم يعد ثمة ما يستثير دهشتنا واستغرابنا. إن موقف المفوضية يشكّل اعتداء صارخاً على الكرامة الوطنية ليس في فقط للوطن إنما كذلك لكل لبناني مقيم ومنتشر.

 

لا نود، في هذه العجالة أن ندخل في الأرقام والإحصاءات، ولا أن نستعيد ما يتردد ويُتَداول على الألسنة وعبر وسائط التواصل الاجتماعي والفضاء الالكتروني. فقط نريد من رئيس حكومة تصريف الأعمال والوزراء المعنيين وحتى القيادات الوطنية أن ينتفضوا في وجه هذه المفوضية التي تمارس على بلدنا المنكوب استعماراً من نوع آخر. فأين هم هؤلاء الأشاوس الذين ينتظر كلٌّ منهم الآخر على كوع الأحقاد والكراهية وبث السموم، لا ينتفضون ويلجمون هذه العنجهية التي تمارسها علينا المفوضية المشبوهة؟

 

لقد كذبت علينا ليس فقط في الأرقام التي تعمِّمها عن عديد النازحين، إنما أيضاً في الأهداف المشبوهة التي لا نحمّلها، وحدها، المسؤولية فيها بل نتوجه بالإتهام الى الولايات المتحدة الأميركية والكثير من البلدان الأوروبية الغربية… يحدث هذا الامتهان المكشوف جهاراً نهاراً، لأن ليس في هذا البلد المنكوب مسؤولون وقيادات يعرفون كيف ينتفضون لكرامة وطنهم وكرامة الشعب أيضاً، مع مفارقة أن الشعب اللبناني التعِس هو أيضاً لا ينتفض ضد عنجهية المفوضية، بعدما نجحت قياداته، في السلطة البائسة وخارجها، في تقزيم طموحاته الى البحث عن أدنى الحد الأدنى من حقوقه …

 

كما لا نريد أن ندخل في ما يتم تداوله من أخبار وروايات حول تحويل النزوح الى «بيزنس» قذر على حساب لبنان.

 

وستكون لنا غير عودة الى هذا الموقف المؤذي جداً، على مختلف الصعدان الاقتصادية والوطنية والسيادية، الذي رمتنا بنباله مفوضية شؤون اللاجئين.