Site icon IMLebanon

“اليونيفيل” في بيروت “بروفا” تدويل إنطلاقاً من العاصمة؟

 

مرّ خبر إنتشار “اليونيفيل” في بيروت مرور الكرام، ومنذ انفجار 4 آب حطّت قوات تابعة لدول عدّة في العاصمة اللبنانية لتأمين الدعم اللوجستي والتقني.

 

“نشرت قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل) مفرزة تضم قوة متعددة الجنسيات في بيروت لمساعدة السلطات اللبنانية”، بهذا الشكل أتى الخبر يوم الأحد على الموقع الإلكتروني لـ”اليونيفيل”، في سيناريو ذكّر البعض بانتشار قوات الردع العربية العام 1976 في بيروت والمناطق بعد حرب السنتين وذلك من أجل إعادة فرض الأمن.

 

قد يكون الخبر عادياً لولا كلام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وتلميحه الى أن المواجهة مع “حزب الله” والمكوّن الشيعي واستبعاده عن السلطة، قد تؤدّي إلى حرب أهلية لا يريدها أحد وعندها لا تستطيع فرنسا أو أي قوات دولية حماية الشعب اللبناني، وهذه التلميحات أتت مع كلام عالي السقف لماكرون بأن ميليشيا “حزب الله” لا يمكنها الإستمرار بهذا الشكل من عدم احترام الشعب اللبناني.

 

لا شكّ أن هناك شقاً تقنياً لقدوم “اليونيفيل” إلى بيروت، لكن البعض يسأل عن سبب تأخر السلطات اللبنانية نحو 54 يوماً لطلب الإستعانة بهذه القوات، في حين أن مثل هكذا كارثة كانت تتوجب طلب المساعدة الفورية.

 

وفي السياق، فان مصادر دبلوماسية تؤكّد لـ”نداء الوطن” أن السيناريوات المخيفة التي تُطرح للبنان بعد إفشال المبادرة الفرنسية تستوجب أقصى درجات الحيطة والحذر، وكل الإحتمالات مفتوحة، لذلك فان التدخل الدولي غير مستبعد في حال تطوّرت الأمور نحو الأسوأ.

 

وتشدّد على أن خيار تدويل الأزمة مطروح دائماً، لكن الموضوع يحتاج إلى توافق دولي، في حين أن الأميركيين يركزون حالياً على انتخاباتهم الرئاسية، ما يعني أن أي بحث من هذا القبيل يستوجب إنقشاع الصورة في واشنطن.

 

وتلفت المصادر النظر إلى أن البحث كان يدور سابقاً حول توسيع مهام “اليونيفيل” قبل التجديد لها نهاية الشهر الماضي، لكن التطورات التي حصلت بعد انفجار المرفأ أجّلت البحث في الموضوع، ما يعني أنه لم تُصرف الأنظار عن هذه الفكرة.

 

وتؤكّد المصادر الدبلوماسية أن هناك بحثاً جدّياً دار في فترات سابقة ولا يزال موجوداً ويتعلّق بتوسيع مهام “اليونيفيل” في منطقة جنوب الليطاني، وانتشارها على طول السلسلة الشرقية والحدود الشمالية، إضافةً إلى ضبط المعابر الشرعية مثل المطار والمرافئ وعلى رأسها مرفأ بيروت، الذي يستخدمه “حزب الله” لأغراضه التجارية والعسكرية وتأمين تمويل لنشاطاته.

 

من هنا، فان الدول الكبرى وعلى رأسها أميركا وفرنسا لن تترك لبنان ساحة لـ”حزب الله” والنفوذ الإيراني، وما خطوة إنتشار “اليونيفيل” في بيروت إلا دليل على أن هذه القوات قد تتوسّع مهامها في مرحلة ثانية لتشمل العاصمة بيروت والمعابر الشرعية، لكن ليس راهناً لأن انتشار الأحد هو بهدف المساعدة الإنسانية.

 

وأمام هذه الوقائع، يبقى الإنتظار سيد الموقف خصوصاً مع فشل المبادرة الفرنسية وفتح اللعبة اللبنانية على المجهول، ما قد يدفع الوضع نحو سيناريوات خطيرة لا يعرف أحد كيف تنتهي، خصوصاً أن الأميركي لا يزال يراقب الوضع اللبناني وغير راضٍ على أداء “حزب الله”، وهذا يجعل الدول الكبرى تفكّر بحلول غير الحلول الدبلوماسية، والإتجاه نحو تدويل الأزمة اللبنانية بعد فشل الطبقة السياسية في حماية الإستقلال والإستقرار.