IMLebanon

كيف تشارك «اليونيفل» في العدوان؟

 

في «عقر دار» «اليونيفل»، يتوغّل جنود الاحتلال الإسرائيلي من قرى يارين والضهيرة وعلما الشعب باتجاه الجبين وشيحين وطيرحرفا وشمع. يدمّرون الأحياء السكنية، قصفاً وتفجيراً وتجريفاً، في المربع الذي يضم أكبر تجمع لمراكز «اليونيفل» من الضهيرة وعلما إلى شمع والمنصوري، وعلى مرأى من المقر العام للقيادة الأممية وراداراتها المتأهبة لرصد صواريخ ومُسيّرات المقاومة وإسقاطها. في الشكل، تبرّر الأمم المتحدة حيادها بأنها أيضاً ضحية للاعتداءات الإسرائيلية، شأنها شأن المدنيين الذين تقبض مليارات الدولارات لحمايتهم. لكنها في الواقع تشارك في العدوان بشكل غير مباشر، مع تسخير رادارات مركز قيادة القطاع الغربي والوحدة الإيطالية في شمع لرصد تحركات المقاومين!. ففي الأيام الماضية ومع بدء محاولة تقدم القوات المعادية نحو البياضة، وجّهت قيادة المركز الكشافات الضوئية ليلاً باتجاه الأحراج والأودية الواقعة جنوبي البياضة لناحية شمع وطيرحرفا والناقورة. وبحسب مصدر عسكري «يواجه جنود العدو صعوبة في التقدم في الأحراج الكثيفة والأودية الوعرة التي يحفظها أبناء الأرض ويجيدون الدفاع عنها، فتأتي الإضاءة الليلية والرادارات لتساهم في كشف تحركاتهم». وإلى ذلك «تجمّع جنود العدو في محيط المركز للاحتماء به من صليات صواريخ المقاومة ورشاشاتها ونصبوا قبالة المركز بطاريات مدفعية لقصف بلدات ساحل صور». رغم ذلك، اكتفت «اليونيفل» ببيان استنكار رصاص الاشتباكات المتبادل بين المقاومين والعدو الذي طاول مركزها.

وفي القطاع الأوسط، تسعى الوحدة الفرنسية للعب دور فعّال لصالح العدوان. فعلى خلاف برنامجها العادي في أيام السلم، دبّ النشاط بين الفرنسيين وجنود قوة الاحتياط الخاصة في قاعدة برج قلاويه تحديداً، لطلب القيام بدوريات مكثّفة في بلدات بنت جبيل رغم ما تشهده من غارات وقصف. ورغم رفض قيادة جنوب الليطاني في الجيش اللبناني طلباتها، قامت بدوريات مداهمة لمواقع يشتبه بأنها للمقاومة، فضلاً عن الدور الفعّال الذي يلعبه الرادار الفرنسي منذ ما قبل العدوان الأخير في رصد مواقع إطلاق الصواريخ والمُسيّرات باتجاه فلسطين المحتلة.

يوماً بعد يوم، تبدو بعض وحدات «اليونيفل» مستعجلة لبدء تطبيق صلاحيات لم يقرّها مجلس الأمن بعد، فيما تغفل عن تطبيق مبدأ حماية المدنيين الذي يشكّل أحد أبرز مندرجات القرار 1701. وفي منطقة عملياتها، تُسجل بشكل يومي، مجازر بحق المدنيين العزّل. وهي سلوكيات تعزز مخاوف الجنوبيين من مستقبل العلاقة بينهم وبين «حفظة السلام»، في ظل التلويح بزيادة عديدها.