Site icon IMLebanon

أخطاء ما قبل التجديد لـ”اليونيفيل”

 

لا تتوقف حكومة حسان دياب وبعض مكوناتها وفي طليعتهم “حزب الله”، عن ارتكاب الخطايا مع المجتمع الدولي والدول الكبرى التي تسعى إلى مراعاته لتخفيف الضغوط عليه في ظل أزمته السياسية الاقتصادية الخانقة الغارق فيها، فتضعف موقعه التفاوضي للإبقاء على قدر من التعاطف تفادياً للأسوأ.

 

يكثر الضجيج حول استحقاق التجديد لقوات حفظ السلام الدولية في الجنوب بناء للقرار الدولي الرقم 1701 لفترة انتداب لمدة سنة، في ظل تصاعد الضغوط الأميركية من أجل اقتران التمديد مع تعديل في مهمة القوات بإعطائها صلاحيات التشدد في ملاحقة الخروق للقرار الدولي، من الجهة اللبنانية.

 

ومع أن المفاوضات الفعلية بين سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن حول تعديلات الأميركيين في مهمات “اليونيفيل”، والتي تحصل عادة جانبياً بهدف ضم التعديلات لقرار التجديد، فإن المتوقع أن تبدأ منتصف هذا الشهر، قبل أسبوعين من انتهاء فترة انتدابها الحالية، آخر الجاري. لم يفصح الأميركيون رسمياً ما يريدون تعديله تحديداً، على رغم كثرة التسريبات، مع أنهم سبق أن أعطوا إشارات قبل أشهر برغبتهم في زيادة فعالية “اليونيفيل” في تعقب مستودعات سلاح “حزب الله” في منطقة العمليات جنوب الليطاني، بتمكينها من دخول القرى والتفتيش. لبنان طلب التجديد لسنة من دون تعديل انتداب القوات (وتؤيده في ذلك فرنسا وروسيا والصين من الدول الدائمة العضوية)، وفق رسالة وزير الخارجية ناصيف حتي التي نقلها الأمين العام أنطونيو غوتيريش الأسبوع الماضي إلى مجلس الأمن. لكن المعركة الديبلوماسية التي ستخوضها الدول المؤيدة للطلب اللبناني مع واشنطن (تتعاطف بريطانيا معها) أصيبت بثغرات عدة في أسبوع واحد، تضعف الموقف التفاوضي:

 

– العملية غير الناجحة التي حاول “حزب الله” تنفيذها الإثنين الماضي في 27 تموز في منطقة مزارع شبعا المحتلة، انتقاماً لمقتل مسؤول من “الحزب” في غارة إسرائيلية على مواقع إيرانية سورية جنوب دمشق قبل أسبوع. وهو ما أعطى حجة إضافية للجانب الأميركي بأن “اليونيفيل” لم تتمكن من الحؤول دون ما يعتبر وفق الـ1701 خرقاً للخط الأزرق، الذي تخطاه مقاتلو “الحزب” ثم عادوا أدراجهم بعد انكشاف توغلهم وقصف إسرائيل لتقدمهم…

 

– في اليوم السابق اعترضت بلدية قرية الوزاني على منع الوحدة الإسبانية في 26 تموز الماضي راعيين من الاقتراب من المنطقة الحدودية في ظل الاستنفار القائم على الحدود، تحسباً لعمل عسكري كان “الحزب” بنيته القيام به انتقاماً لمقتل مقاتل له في دمشق. وشمل الاعتراض رفض نصب الجنود الدوليين الحواجز على الطرقات العامة من دون وجود الجيش اللبناني إلى جانبهم. سبقتها حوادث عدة اعترض فيها مناصرو “الحزب” على دوريات “اليونيفيل” في بليدا وميس الجبل وخربة سلم… وهي حوادث يستخدمها الأميركيون حجة ضد الدول الأوروبية الرافضة لتعديل الانتداب.

 

– أن رئيس الحكومة حسان دياب أوحى لـ”اليونيفيل” حين أبلغته بأن ما حصل يعتبر خرقاً للخط الأزرق من الجانب اللبناني، بأن لبنان لا يتبنى هذا الخط، في وقت سبق أن وافق عليه برسالة رسمية العام 2000 على أنه خط الانسحاب الإسرائيلي. وهو يعمل مع “اليونيفيل” على تصحيح تحفظاته على رسمه في حينها، جرى تصحيح الأمر لاحقاً بعد وقوع الضرر. هذا ما حصل قبل شهر مع السفيرة الأميركية ثم اعتذر منها، ومع الوزير الفرنسي جان إيف لودريان قبل أن يستدرك