Site icon IMLebanon

ماذا يخفي التصعيد «الإسرائيلي» الأخير ضدّ «اليونيفل»؟ تحذيرات ورسائل… السعي للإطاحة بالـ ١٧٠١ وفرض البديل 

 

 

عمدا، وفي أقل من أسبوع لا بل ساعات، تعرضت «اليونيفل» المنتشرة في الناقورة للقصف المركز من المواقع «الإسرائيلية»، فسقط جنديان لقوة حفظ السلام ولحقت أضرار بالآليات، كما ورد في بيان «اليونيفيل» الرسمي، الذي تحدث أيضا عن تفاصيل الإعتداء على مواقعه.

 

هذا الاستهداف ليس جديدا، لكنه الأكثر وضوحا من جهة تسمية الفريق المعتدي على «اليونيفيل»، لكن لتعرض لقوات السلام كان متوقعا في سياق الخطط «الإسرائيلية» الممنهجة، والحرب التدميرية التي يشنها جيش العدو الإسرائيلي، من دون اي ضوابط ضد الأهداف المدنية والإنسانية والتي لا توفر الحجر ولا البشر. الا ان استهداف قوات حفظ السلام الدولية هذه المرة، كما تقول مصادر سياسية حمل رسائل، فهو تتمة لتحذيرات سابقة باخلاء مواقعها والابتعاد خمسة كيلومترات. واكدت المصادر ان الاستهداف الاخير حمل رسالة شديدة اللهجة، للابتعاد مجددا مسافة خمسة كيلومتر عن نطاق العمليات، لهدف محدد وهو اسقاط الـ ١٧٠١ والدفع باتجاه انهاء دور «اليونيفل»، بالضغط على الدول المشاركة في قوة حفظ السلام، للانسحاب وإنهاء مهمتها تمهيدا لتعديل على القرار ١٧٠١، والتوطئة لاعادة تشكيل القوة الدولية التي تريدها «اسرائيل» بعد توقف الحرب (القوات المتعددة الجنسية)، ويتسرب الحديث من فترة عن انتشار قوات دولية على طول الحدود البرية مع فلسطين المحتلة وسوريا.

 

من الواضح، ان العدوان «الاسرائيلي» لن يوفر الضغط على قوات الطوارىء، والتصعيد المستمر ضد مواقعها، لكن السؤال هل يحق ل «اليونيفيل» الرد على مصادر النار؟ تؤكد مصادر عسكرية ان قوات الطوارىء لها الحق الكامل باستخدام القوة للدفاع عن نفسها، وحماية افرادها ومواقعها، لكن اليونيفيل في الفترة الاخيرة تكتفي بتوثيق الاعتداءات «الإسرائيلية»، وتصدر البيانات عن تعرضها للانتهاكات المتكررة من الجيش «الإسرائيلي». وعليه، فالسؤال عن تمادي الجيش «الإسرائيلي» باستهداف القوات الدولية، والمدى الذي ستصل اليه الأمور والتي اصبحت خارج السيطرة، حيث من الواضح ان العدو يسعى لإنهاء القرار ١٧٠١، وبالتالي إنهاء دور اليونيفل.

 

استهداف اليونيفل كما تقول المصادر السياسية ليس امرا مفاجئا، فقد سبق ان طلب جيش العدو من قائد القوات الدولية التراجع وإخلاء مراكز، في اطار الهدف «الإسرائيلي» لازاحة ودفع القوة الدولية خمسة كيلومترات شمالا، مما يمهد للمنطقة العازلة التي تريدها «اسرائيل».

 

فهل تحقق «اسرائيل» ما عجزت عنه بالتحذير والضغط، من خلال القوة والتمادي في التصعيد ضد اليونيفيل ؟ من المؤكد كما تضيف المصادر، ان من يرتكب المجازر الوحشية ضد النساء والأطفال والاهداف المدنية كلها، لن يتوقف عن خططه وهو غير آبه بالمواثيق والقوانين الدولية، وعليه فإن وضع القوات الدولية يطرح علامات استفهام عن وضعها المستقبلي، في ضوء التصعيد «الإسرائيلي» الكبير الذي يضع مستقبل وجودها واستمرار عملها على المحك.

 

 

 

تجنيد العملاء لـ «إسرائيل»: التركيز على الكميّة دون النوعيّة… والخطر يطال مراكز الإيواء – محمد علوش

 

منذ أيام شعر القيمون على أحد مراكز الإيواء في العاصمة بيروت بحركة مريبة لأحد ساكني المركز من النازحين السوريين، فبعد أن أخرج عائلته من المركز، عاد إليه يتسكع فيه بشكل مستمر ويطرح أسئلة غريبة على النازحين بالمركز، فتواصل أحد المسؤولين مع مخابرات الجيش في العاصمة، وحضرت قوة منها اعتقلت الشاب الذي تبين من خلال التحقيق الأولي معه، وجود بطاقات هوية مزورة باسمه ومبالغ مالية، فتم اقتياده كمشتبه به بالعمالة للعدو الإسرائيلي.

 

هذه حالة من حالات عديدة يتم اكتشافها اليوم في لبنان، تقول مصادر أمنية متابعة، مشيرة إلى أن العملاء، وتحديداً من بيئة النازحين السوريين، ينتشرون بكثرة في كل المناطق، والسبب هو وجود بيئة ملائمة لوجودهم، وسهولة تجنيدهم، وانتشارهم في كل المناطق اللبنانية، بالإضافة الى عملاء من اللبنانيين ولكن تجنيدهم عادة ما يكون أصعب.

 

بحسب المصادر فإن كثرة العملاء تعكس انخفاضاً بالنوعية، ففي السابق كان العدو الإسرائيلي يهتم بتجنيد عملاء نوعيين، كأن يكونوا من المنتسبين لحزب الله والعاملين في المقاومة، أو القادرين على الوصول الى معلومات مهمة في قطاع الاتصالات على سبيل المثال، مشيرة الى أن الواقع اليوم بات مختلفاً ، فالعدو يعمد لتجنيد الاعداد الكبيرة بمسؤوليات ومهام صغيرة.

 

وتُشير المصادر الأمنية إلى أن العملاء الذين تم ضبطهم خلال الأيام الماضية، وغالبيتهم من النازحين السوريين ، يُطلب منهم مهام بسيطة كالمراقبة في الأماكن المستهدفة ومحيطها، فالعميل في هذه الحالة لا علاقة له بالهدف، إنما بالتأكد من حجم الأضرار والإصابات وانتشال الجثامين وهويتها، أو مهام أخرى تتعلق بالبحث داخل مراكز الإيواء على أشخاص أو شخصيات، وهذه المهمة هي الأخطر لأن العدو قد يعتمد على معلومة من عملائه لاستهداف مراكز تضم النازحين، وهو سبق أن فعل ذلك في غزة أكثر من مرة، بحجة وجود شخصية عسكرية من حركة حماس.

 

أما عن طريقة التجنيد فأغلب الموقوفين من العملاء من النازحين السوريين تحديداً، يتم تجنيدهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فيتم معرفة مكان سكنهم وتواجدهم لطلب المهام المناسبة منهم، وتُشير المصادر الى أن عدداً قليلاً من هؤلاء كان هو من أعلن جهوزيته للعمالة بسبب حقده على حزب الله، بينما البقية تم التواصل معهم من قبل العدو بشكل عشوائي، وأبدوا موافقتهم لأسباب مالية، علماً أن المبالغ التي كانت تُدفع للعملاء كانت قليلة.

 

تدعو المصادر الأمنية إلى التنبه والحذر من كل أسئلة غريب ومريبة تُطرح في محيط مناطق معينة، أو داخل مراكز للإيواء، والتعامل بجدية مع هذه المسائل، علماً أن بعض العملاء قد يعمدون للتخفي بمظهر أعضاء بجمعيات لمساعدة النازحين، مشددة على أن هذه الحرب كشفت أهمية متابعة وسائل التواصل، لأن أغلب عمليات التجنيد تتم هناك.