حتى الساعة، لم تعدّل الجامعات المواعيد المحدّدة مسبقاً لبداية العام الدراسي الجديد 2024- 2025، بين أواخر آب الجاري وأوائل أيلول. وحتى اليوم، ليس وارداً لدى معظمها أي توجّه للتحول إلى التعليم عن بعد غير المغطّى قانونياً. فالتشريع الذي اعتُمد في زمن جائحة كورونا لم يعد ساري المفعول، وأثبت عدم فعّاليته في ظل البنى التحتية المتهالكة. لكنّ الإدارات تحدّثت عن جاهزيتها لأي طارئ، والعبور لما سمّته الخطة «ب» تحسباً لأي تطور، على ما يقول عميد شؤون الطلاب في جامعة بيروت العربية، صبحي أبو شاهين. «فالجامعة تستعد لفتح أبوابها أمام الطلاب في 2 أيلول، والتدابير الاستثنائية مرهونة بمدى تأزّم الوضع الأمني».ماذا يمكن أن تتضمّن الخطة (ب)؟ يجيب بأن آخر الخيارات قد يكون التعليم «أونلاين» على قاعدة «الضرورات تبيح المحظورات». يشير بو شاهين إلى أنه ليس هناك عدد كبير من الطلاب العرب في الجامعة، ومعظم هؤلاء من الطلاب السوريين والفلسطينيين المقيمين في لبنان، في حين أن نسبة الطلاب الأجانب ضئيلة جداً.
الجامعة اللبنانية الأميركية استحدثت لجنة طوارئ، بحسب مديرة مكتب العلاقات العامة والإعلام، ندى طربيه، لمواكبة آخر المستجدات بهدف الحفاظ على أمن وسلامة الموظفين الذين يداومون في الصيف، ومن المقرر أن تستقبل الطلاب في العام الدراسي الجديد في 31 آب، و«لا تعديل لهذا الموعد حتى الآن». وتلفت طربيه إلى أن لدى الجامعة الجاهزية الكافية للانتقال إلى التعليم «أونلاين» في أي لحظة، ولديها المقوّمات الكافية لذلك.
وفيما تعذّر التواصل مع إدارة الجامعة الأميركية في بيروت للحصول على معلومات إحصائية عن عدد طلاب الجامعة الموجودين حالياً خارج لبنان، تقول مصادر الطلاب إن الجامعة اعتمدت، في منتصف العام الدراسي الماضي، صيغة تعليمية تسمح للطلاب بمتابعة صفوفهم عن بعد وإجراء امتحاناتهم في مراكز قريبة من أماكن سكنهم في الخارج، وربما تطبّق هذه الصيغة هذا العام أيضاً، علماً أنه لم يصل إلى إيميلات الطلاب أي تبليغ بتغيير موعد بدء العام الدراسي، المقرّر في 26 آب. وتقول مصادر الطلاب إن عدداً كبيراً من الطلاب الأجانب لم يغادروا إلى بلادهم هذا الصيف. بعض الجامعات مثل جامعة الروح القدس – الكسليك تقفل أبوابها طيلة شهر آب، وليس هناك تواجد للطلاب والموظفين، ولا يمكن معرفة ما هي الخيارات المطروحة قبل الأول من أيلول.
وبحسب رئيس رابطة جامعات لبنان ورئيس الجامعة اليسوعية، سليم دكاش، لن تلجأ غالبية الجامعات المنضوية في الرابطة إلى التعليم عن بعد إلا في الحالات الاستثنائية القصوى، وفي بعض الماسترات والدبلومات. وفي الأول من أيلول، «تتطلع الجامعة اليسوعية لاستقبال طلابها حضورياً، ونتمنى أن يحضر الطلاب».
الجامعة اللبنانية ستبدأ عامها في 16 أيلول
أما الجامعة اللبنانية فقد أصدرت هذا العام، بخلاف سنوات ما بعد الأزمة، نتائج معظم مباريات الدخول في الكليات، وامتحانات الدورة الثانية في بعضها قبل عطلة آب. ويتحدث رئيس الجامعة، بسام بدران، عن إنجاز عام دراسي طبيعي وإقبال شديد شهدته مباريات الدخول في تموز الماضي، بحيث ازداد هذا العام بنسبة 28% في الحقوق، وهناك 1500طالب إضافي تقدّموا لمباراة كلية إدارة الأعمال وحضروا بنسبة 95%. وبينما يوضح بدران أنه نسّق مع العمداء والمديرين آليات جديدة لضبط حضور المقرّرات، يقول إن الجامعة تستعد مبدئياً لبداية عامها الدراسي باكراً، أي في 16 أيلول، وليس في تشرين الأول كما كان يحصل سابقاً.