Site icon IMLebanon

أزمة من دون حلّ؟!  

 

 

تعذر إيجاد جواب واحد داخل تلك الحلقة التي عُقدت في بلدة جبلية نائية وكان السؤال المركزي فيها: كيف الخروج من الأزمة التي يعيشها لبنان في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخه.

 

الحلقة تجتمع، برموزها كافة، للمرة الأولى. كانت تعقد لقاءات ثنائية بين طرف وآخر من أعضائها، إلاّ أنهم هذه المرّة يلتقون معاً: قانوني مشهور، ضابط كبير سابق، مصرفي بارز، نائب حالي يغلب عليه طابع الاستقلالية، قاضٍ حالي في موقع رفيع، اقتصادي معروف، سفير سابق في عاصمة كبرى، أستاذ القانون الدستوري في إحدى الجامعات، وصحافي مخضرم خبر الشأنين الإعلامي والإداري طويلاً.

 

كيف الخروج من الأزمة؟ أى بالمباشر: ما هو الحلّ؟!

 

ثلاث ساعات ونصف الساعة، أعقبها غداء، ثم ساعتان ونصف الساعة.

 

وضعت الاحتمالات الآتية:

 

أولاً – أن «يربح» الحراك.

 

ثانياً – أن «يفشل» الحراك.

 

ثالثاً – ييأس الحراك.

 

رابعاً – أن تكتمل «موجبات» الانهيار الاقتصادي.

 

خامساً – … واستطراداً أن تقع كارثة الانهيار المالي.

 

سادساً – أن «تنفجر أمنياً».

 

1 Banner El Shark 728×90

 

البندان الأوّل والثاني جرى  استبعادهما  بشكل حاسم.

 

وقرّ الرأي على أن الحراك لا يمكن أن يربح ولا يمكنه أن يخسر. وكان في تقدير البعض أن ربح الحراك ممنوع كما أن خسارته ممنوعة.

 

وقيل: إن يربح الحراك يعني أن يدخل لبنان في فوضى لا حدود لها، لأنّه لا أجندة واضحة عند سائر «المتحركين» علماً أن الذين يراهنون على نجاح الحراك، هم أنفسهم، لا يملكون  نظرة واحدة لما بعد… ثم إن سقوط الدولة كلياً كما يطالب الثوار سيؤدّي الى فراغ خصوصاً وأنه ليس هناك قيادة (تمثل الجميع) لديها خطة بديلة، وحتى لو تواجدت مثل هذه القيادة فيلزمها الكثير من الوقت.

 

ثم إن الحراك ممنوع أن يخسر لأنّه ربح نسبياً فعندما يُجمع عون وبري والحريري على أن الورقة الإصلاحية والنشاط «الإصلاحي» الذي بدأت طلائعه تظهر بوضوح يعود الفضل فيهما  إلى الحراك فهذا في حد ذاته ربح للثورة.

 

البند الثالث استبعده المشاركون في الحلقة. أو من باب الدقة استبعدوه في المرحلة المنظورة. فالحراك لن ييأس ولديه القدرة على استنساخ النشاط كون المشاركين فيه أعدادهم ضخمة فيمكنهم اعتماد «المناوبة» في أضعف الأحوال و… الإيمان.

 

أما اكتمال «موجبات» الانهيار الاقتصادي فاحتمال وارد ولكنه لن يؤدي الى أي حل. بل سيفاقم الأزمة.

 

وبالنسبة الى وقوع كارثة الانهيار المالي فقد تحدث فيه بإسهاب المصرفي البارز (…) وانتهى الى استبعاده.

 

وأمّا الانفجار الأمني فكان الرأي أن هناك من «يشتغل» من أجله ولكنه مستبعد (…).

 

تلك لمحة مختصرة جداً عن محضر اللقاء الذي رُفعت منه نسختان إحداهما الى مرجعية سياسية وثانية الى مرجعية غير زمنية.

 

أما السؤال المركزي عن الحل الممكن فيحتاج إلى عجالة خاصة.