Site icon IMLebanon

حتّى ينجح عهد عون

هذا المقال، هو الاخير في حقبة النظام الامني السوري – اللبناني التي امتدت من العام 1990 حتى 14 آذار 2005، حين انهتها انتفاضة الاستقلال الثاني، على الرغم من وجود العماد اميل لحود في قصر بعبدا، والاول في بداية عهد العماد ميشال عون، الذي يفترض ان ينتخب ظهر اليوم، رئيساً للجمهورية اللبنانية، ولذلك من الطبيعي، ان اتوجه بهذا المقال الى العماد عون، الذي يعود الى قصر بعبدا رئيساً للجمهورية، بعدما غادره في 13 تشرين اول 1990 رئيساً للحكومة العسكرية.

فخامة العماد ميشال عون، رئيس الجمهورية اللبنانية.

كثر انتقدوك، وانا كنت واحداً منهم.

وكثر رغبوا برئيس آخر، وانا كنت واحداً  منهم.

وكثر خاصموك وتهجّموا عليك، ولم اكن واحداً منهم.

وكثر احبّوك وآمنوا بانك المنقذ الذي سوف ينتشل لبنان من موته السريري، واتمنى انا وجميع من انتقدك وخاصمك وتهجم عليك، ان ينضموا الى هذا الفريق الذي آمن بك وبقدراتك، وهذا الامر متعلق بك وبمسيرة عهدك وبما تقدمه الى اللبنانيين، خصوصاً انك وصلت الى الرئاسة الاولى بشبه اجماع مسيحي، وبتأييد واسع من اهلنا السنة والشيعة والدروز، وهذه «زوّادة حرزانة» من شأنها ان تعبّد امامك مسيرة السنوات الست، لتكون ست سنوات سمان.

فخامة الرئيس عون.

الشعب اللبناني حريص على نجاح عهدك، لان نجاحك سوف يصب في طاحونة مصلحة الشعب الذي وصل الى حافتين، احلاهما اكثر مرارة من الاخرى، حافة الفقر والعوز، وحافة الكفر بلبنان، ومهمتك الاساسية، قبل اي شيء آخر، انقاذه من الحافتين، والانقاذ هذا لا يمكن ان يتحقق الا وفق الاتي:

اولاً: نتمنى ان يكون شعار عهدك «لبنان اولاً» فهذا الشعار يجمع اللبنانيين الذين يؤمنون بالانتماء الى لبنان ويعملون بوحي ايمانهم هذا.

ثانياً: التعامل مع جميع الاحزاب والتيارات كمثل تعاملك مع التيار الوطني الحر، لان العماد عون بطل ان يكون رئيساً للتيار الوطني الحر ولتكتل التغيير والاصلاح، واصبح رئيسا لجميع اللبنانيين، موالين ومعارضين.

ثالثاً: اي اتفاقات او اوراق تفاهم عقدت وانت طرف في الحياة السياسية، لا مكان لها في عهدك، الذي يفترض ان يكون عهد جميع اللبنانيين، لا عهد فريق من الافرقاء.

رابعاً: اخذ العبرة من بعض العهود التي فتحت قصر الرئاسة، للاقرباء والابناء والعائلة، والعهود الاخرى التي اعتبرت ان اللبناني النظيف، الآدمي، صاحب الكفاءة هو قريبها ونسيبها وفرد من افراد عائلتها.

خامساً: الحرب على الفساد في الادارات والمؤسسات وبين المسؤولين، يجب ان تترافق مع ترسيخ مفهوم السيادة والاستقلال والشرعية والميثاقية والحريات العامة، وباعادة لبنان الى اللبنانيين في الوطن والمهجر، بدلاً من تنازعه بين هذه الدولة وتلك.

الحمل ثقيل يا فخامة الرئيس، وانت ارتضيت ان تحمله، وستواجه عقبات ومصاعب ولكن من يأخذ الشعب حليفاً، لن يخذله الشعب ولن يتركه الله.