IMLebanon

حتى يتحوّل الإستقلال الى عيد؟

غدا، يوم الاستقلال، وحتى يتحوّل اليوم الى عيد، هناك مسيرة طويلة شاقة، قد تأخذ سنوات العهد العوني الست بكاملها اذا اريد للاستقلال، ان يستعيد دولته المستقلة السيدة الحرة القادرة، الباسطة سلطتها على كامل الارض اللبنانية، بقواها الشرعية، لا ينازعها فيها حزب او طائفة او مذهب او قطّاع طرق او محتل او تكفيريون ارهابيون، والتفاهم الذي قام بين التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية، قام على هذه الاسس والثوابت والمسلمات، ووصول العماد ميشال عون الى سدة الرئاسة الاولى، هو جزء اساسي من هذا التفاهم ليعمل مع رئىس حكومة، شعاره الاول والاخير «لبنان اولا» على تحقيق هذه الثوابت السيادية بدعم المنتمين الى لبنان بالقول والفكر والعمل، ومساندتهم وتضحياتهم.

لم يعد مقبولا بعد اليوم، ولا مسموحا ان يبقى الاستقلال ابن يوم واحد، للمظاهر والاستعراضات فحسب، بل يجب ان يكون فعل ايمان وعمل على مدار الايام والاعوام، ليبقى شابا وفاعلا طالما ان هناك ارضا ولبنانيين يعيشون على هذه الارض لا فضل للبناني على اخر، الاّ بمدى ما يقدمه لوطنه، وليس بمدى ما يأخذ منه.

ان ما يدور على الساحة اللبنانية من مثالب ومآس وانتهاكات لحقوق اللبناني ودولته، لسنوات طويلة، افرغت الاستقلال من مضمونه واهدافه وحقيقته، وحوّلته الى حلم دائم وسيرة في كتاب، بدلا من ان يكون حقيقة على الارض، وحتى لا نعود كثيرا الى الوراء يكفي ان نستعيد سريعا شريط انتخاب العماد عون رئىسا للجمهورية، وما جرى في جلسة انتخابه من تصرفات وممارسات لا تليق بمن يفترض انهم نواب الامة اللبنانية، ولكنهم مع الاسف كانوا نواب النكايات والاعتداء على الاعراف والكرامات في ما كتبوا، ومع ذلك وعند تكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيل الحكومة الجديدة، تهافتوا على حقائب في اول حكومة لرئيس جمهورية حاربوا انتخابه بجميع الاسلحة، بمثل ما حاربوا ويحاربون تفاهم حزبه مع حزب القوات اللبنانية ويجهدون لفك هذا التفاهم ليبقى الحكم ضعيفا والاستقلال هزيلا والسيطرة لهم على منابع الفساد والهدر.

اثناء سيطرة سوريا على لبنان وقراره، كان ضابط المخابرات يوزع الحقائب الوزارية ولا يتجرأ احد من الذين يتجرأون اليوم على الاعتراض والرفض والتعطيل حتى عندما تم توزير الدكتور سمير جعجع – الذي رفض طبعا هذا التوزير، لم يفتح احد فمه ولا استلّ احد قلمه ليهاجم جعجع وينعته بما ينعت به اليوم من الاتهام.

اليوم… الكل اصبح ابو علي، يهدد، يتوعّد، يفرض، مستندا مع الاسف الى ضعف الدولة والى تمسّك قوى 14 آذار وفي المقدمة حزب القوات اللبنانية بمنطق اللا عنف واللجوء الى مؤسسات الدولة الامنية والعسكرية والقضائىة، ولكن هناك من يرفض هذه اللغة لأنه وجد وشبّ وكبر على لغة مختلفة تماما الى درجة انه اثناء ترشح جعجع لمنصب رئاسة الجمهورية طلع على الاعلام من يقول «حتى ولو تم انتخاب جعجع رئىسا في مجلس النواب وبصورة ديموقراطية سنمنعه من الوصول الى بعبدا وهذه الاصوات هي نفسها اليوم التي لا تقبل ان يعطى حزب القوات اللبنانية حقائب وزارية معينة وستحول دون تشكيل الحكومة وهذا يؤكد ان استقلال لبنان ما زال كلمة وصورة واستعراض، لأنه يفتقد الى قوة الحق والقانون والدستور والشرعية.