اجتمعوا قدر ما شئتم.
والتقوا قدر ما استطعتم.
لو كانت الإجتماعات تُشكِّل حكومات لكانت الحكومة قد تشكَّلت منذ شهر، وها نحن في الأسبوع الثاني من الشهر الثاني ولم تتشكَّل الحكومة بعد.
***
لو كانت لقاءات المآدب تُشكِّل حكومة لكنا اليوم في مرحلة نيل الحكومة الثقة.
لكن الأمر ليس كذلك على الإطلاق:
لا حكومة في المدى المنظور، سواء إلتقيتم أم لم تلتقوا، أما إذا كان الأمر عكس ذلك، فستكون لكلِّ المتشائمين الجرأة في أن يجهروا بالإعتذار من الشعب اللبناني بأنَّ التشاؤم لم يكن في محله، وبأنَّ التفاؤل كان غالباً لكنَّ أحداً لم يكن يأخذ به.
***
أما بين التفاؤل والتشاؤم فهناك الواقعية:
الواقعية تقول إنَّ البلد حتى اليوم يعيش من دون حكومة جديدة، وتحكمه حكومة تصريف أعمال، وهي التي يفترض بها أن تقوم بكل الأعمال على نطاق ضيق للتخفيف من معاناة الناس من قضايا تكاد أن تصبح مزمنة.
معالجة النفايات تدخل أيضاً في نطاق تصريف الأعمال، فهل تدرك الحكومة أنَّ المغترب يكاد أن يعود من المطار من شدة الروائح الكريهة المنبعثة من مطمر الكوستابرافا؟
إلى متى الإنتظار في معالجة هذه القضية؟
كيف يكون لبنان بلداً جاذباً سياحياً فيما يقع في آخر لائحة الدول السياحية وتأتي قبله قبرص واليونان وتركيا بالإضافة إلى الدول الأبعد؟
***
هل تُدرك الحكومة أنَّ معظم الخضار والفواكه المنتجة في لبنان، تُروى من مياه المجارير؟
هل سمعت بصرخة أهل البقاع وتحديداً صرخة المقيمين على ضفاف الأنهر ولا سيما نهر الليطاني؟
تُرى، ألا يُدخل السادة النواب الفواكه والخضار إلى منازلهم؟
هل سألوا من أين تُروى هذه المنتجات؟
ألا يرتادون المطاعم؟
هل يُدقِّقون بما يُقدَّم إليهم من هذه المنتجات؟
***
ماذا تفعل حكومة تصريف الأعمال في تسونامي الأزمة التربوية التي بدأت والتي ستنفجر مع بدء السنة الدراسية بعد شهرين تقريباً؟
معظم المدارس الخاصة بدأت تُبلِّغ نسبة لا بأس بها من الأساتذة بتوقفهم عن العمل للسنة الدراسية المقبلة، يأتي هذا الإجراء من قبل إدارات المدارس، بعدما أُرغمت على دفع الزيادات للأساتذة بموجب القانون الجديد لسلسلة الرتب والرواتب المخصَّص للقطاع العام والذي استفاد منه أساتذة القطاع الخاص، واعترضت عليه إدارات المدارس الخاصة، فكيف تزيد للأساتذة من دون أن يكون لها الحق في زيادة الأقساط؟
هنا تولد عقدة ثانية، كيف تُفرض زيادات على الأقساط حين لا يكون الأهل قد استفادوا من زيادات سلسلة الرتب والرواتب؟
إنَّها الدوامة التي لا يستطيع أحدٌ الخروج منها، فماذا ستفعل حكومة تصريف الأعمال في هذه الدوامة، إلى حين تشكيل حكومة جديدة؟
***
هذه عيِّنة قليلة جداً من الإستحقاقات الداهمة، فهل تتحرك حكومة تصريف الأعمال لمواجهتها علَّها تُسلِّم إنجازاً ما للحكومة العتيدة؟