IMLebanon

انتفاضة العدالة 2019 هذه خريطة طريق أو تخبّط وهزيمة

 

«انتفاضة العدالة 2019» هي انتفاضة وطن واحد وليست انتفاضة مكوّن واحد من مكوناته، سياسياً كان ام غير ذلك. وعلى ضوء احداث العنف الذي شوّه صورتها أخيراً وسبّب لها الأذى، نعود اليوم لنؤكّد بإسم المواطن اللبناني الطيّب، أنّ هذه الانتفاضة تحتاج بالتأكيد الى خريطة طريق تتضمن الامور الآتية:

 

1- رؤية استراتيجية واحدة واضحة وهادفة.

2- توزيع ادوار، من عقل مرجعي وطني واحد مستقل لفريق عمل متجانس موثوق متخصّص ومستقل.

3- قرار موحّد في اتجاه جهود رئيسية وثانوية مهمّة ومحدّدة.

4- دعم مادي كبير كافٍ ونظيف، يغطي الجهود الهائلة المنتظرة. فالوطن في ازمة اقتصادية تاريخية كبرى.

5- استعداد للتضحية بالتعب والسهر والعرق والدم وحتى بالنفس، وهذا هو العامل الأهم، بل هو «العامل – المفصل»، مهم جداً مثل المال.. الفكر والنفس والمال: أعصاب الانتفاضة.

6- الالتزام بمنظومة القيم الاخلاقية والوطنية في الساحات.

7- إحترام القانون العام وأحكام حق التظاهر الذي يكفله الدستور اللبناني.

8- إحترام الملكيات العامة والخاصة.

9- إحترام إجراءات وزارات الدولة والمنظمات الانسانية المحلية والدولية لتأمين الخدمات الملحّة للمواطن.

10- إحترام الكرامات الشخصية والعامة: لا شتائم، لا اهانات، وردع كل من يقوم بذلك.

11- عدم الاصطدام مع الجيش والقوى الأمنية، أفرادها هم اهلنا… تجنّب الوصول الى الفوضى، إنّها تؤذي الانتفاضة قبل أي شيء، لا بل قد تخدم بعض مكوّنات الفساد.

12- الحذر من المندسين بين الجماهير في الساحات بهدف الإساءة الى صورة الإنتفاضة، والإبلاغ عنهم عند حدوث أي عنف دخيل او شغب مُندسْ.

13- الثقة بأهداف الانتفاضة والسهر على أن لا تنحرف وجهتها في اتجاه ما يريده خصومها.

14- تجنّب الخطاب الطائفي أو المذهبي او المناطقي الضيّق. لا سماح بالعودة الى منطق الحرب الاهلية.

15- رفض الشائعات والمضامين الإعلامية والتسريبات التي تسيء الى الوحدة الوطنية، وعدم تداولها.

16- تجنّب الأعمال او التصرفات او السلوكيات اللاقانونية أو تلك المسيئة للأخلاق العامة.. صورة الانتفاضة هي صورة جماهيرها، كل الجماهير.

17- الإلتزام بالمشاركة اليومية والفعّالة والجدّية بكل تحرّك او حشد، مشاركة لبنانية وطنية صافية.

18- التركيز اعلامياً على أنّ أعداء لبنان الرئيسيين هم: العدو الصهيوني، التدخّل الأجنبي في الشؤون الداخلية، الطائفية والمذهبية، والفساد.

19- ان تكون الانتفاضة على مسافة واضحة وكافية من كل المكوّنات السياسية التي توالت على الحكم والمتّهمة بالفساد «السياسي- الاداري- المالي»، مع امكانية استثمار مكامن القوة المتاحة عند المكوّنات التي تؤيّد الانتفاضة بمصداقية مثبتة، ولكن دون ان تصبح الانتفاضة تابعة لأي منها او مقيّدة بها او محسوبة عليها.

20- إرادة الحوار مع كل مكوّنات الوطن دون استثناء ودون المساومة على الثوابت. أي القدرة الفعلية وليس فقط النظرية على التزام ثقافة الحوار الانساني التي لا غنى عنها عندما يأتي أوان الحوار والحقيقة وفق انموذج «مانديلا- جوهانسبورغ» الريادي والناجح.

 

هذا ليس تنظيراً، فالانتفاضة هي عمل جبار تاريخي علمي استراتيجي طويل النفس، لأجل عزّة كل الشعب وكل الوطن دون كيدية او لؤم او ضغينة او ظلم اوحقد او ارتهان، ويحتاج هذا العمل الى ما ذكرناه اعلاه من خريطة الـ 20 …

 

فالجماهير هي مع الانتفاضة طالما أنّ (عقلها المفكّر) يحترم خريطة الطريق، وستتخلّى عنها اذا انحرفت عنها. لا بدّ من وضوح وجه الانتفاضة وصورتها في أقرب وقت، منعاً لأي انحراف أو تشويه أو استغلال.

 

وأختم، من لديهم القدرة والقوة والإمكانات لتأطير عمل كل مكونات الانتفاضة في كل ارجاء الوطن وفق خريطة الطريق اعلاه؛ فَلْيُبادروا ويتقدّموا الصفوف، وسيجدون كل جماهير (الأوادم) الى جانبهم وخلفهم.. ومن ليس لديهم القدرة على تنفيذ خريطة الطريق ويخطّطون لنشاطات (ثورية!) ويدعون اليها في الساحات، فهم بذلك يسيئون الى الانتفاضة عن قصدٍ او جهلٍ او عقدٍ نفسية او اطماعٍ وصولية أو (أحلام يقظة مغرورة) أو تبعية أو ارتهان او عينٍ (سياسية – أمنية – حزبية) مندسّة..

 

«انتفاضة العدالة 2019»، العدالة للجميع، انتفاضة واحدة لوطن واحد.. هذه (خريطة الـ 20)، ودونها ستبقى الإنتفاضة بلا (عقل مفكّر) في تخبّطٍ وضباب، ستضيع صرخاتها في الساحات والشوارع والأزقة، والى هزيمة أكيدة..

#انتفاضة_العدالة

#اعلان_جنيف_الدولي_للحوار 2015