IMLebanon

تحركات بحرية – جوية أميركية قبالة السواحل اللبنانية – السورية

 

ليست المرة الاولى التي يستهدف فيها الطيران الاسرائيلي اهدافا في الداخل السوري، اذ درج طوال السنوات الخمس الماضية على شن غارات ضد اهداف «نوعية» وموضعية، الا ان التغيير هذه المرة في التوقيت يأتي وسط الازمة الغربية ـ الروسية والتهديدات المتصاعدة برد «موجع» ضد بنك اهداف سوري لا يستبعد ان يستهدف دمشق، مع الغاء الرئيس الاميركي لزيارته الى اميركا اللاتينية للاشراف على تحرك القوات الاميركية التي وضعت مجموعاتها البحرية في المتوسط بحالة استنفار منتشرة قبالة السواحل السورية  ـ اللبنانية.

واذا كان ثمة من يرى من المراقبين في محور الممانعة ان ما قامت به تل ابيب يندرج ضمن سياسة رفع معنويات المسلحين والتشويش على نتيجة معركة الغوطة، فان تقارير الاستخبارات الاسرائيلية تؤكد ان الدولة العبرية حولت الاستفادة من لحظة «التخبط» على خلفية استخدام الكيميائي في دوما، مثبتة وجودها، معيدة التأكيد على انها لن تسمح بالتمدد الايراني، لذلك فان الغارات استهدفت القسم الذي تشغله وحدات الحرس الثوري، التي كانت انتهت من توضيب شحنة أسلحة إيرانية جديدة متطورة جداً متجهة إلى «حزب الله»، بحسب تقارير الاستخبارات الاسرائيلية، فضلا عن طائرات من دون طيار ايرانية تم استقدامها حديثا.

ورأى الخبراء ان احدى الفرضيات الاساسية التي لا يمكن اهمالها، هي ان تكون الضربة منسقة مع الاميركيين، بهدف اختبار مدى جاهزية الدفاعات الجوية السورية في ظل الحديث عن ضربة اميركية ـ اوروبية وشيكة ضد بعض الاهداف، مستفيدة من قواعد الاشتباك المختلفة بين الميدانين السوري و الاسرائيلي رغم التلميحات الايرانية بقلب الطاولة والذي قرا فيها الخبراء امكانية استخدام حزب الله لمنظومة دفاعه الجوي لاول مرة، خصوصا ان العملية الاسرائيلية تزامنت مع تحليق طائرة تجسس اميركية من طراز «RC-135V» المتخصصة في الحرب الالكترونية، التي انطلقت من قاعدة «سودا باي» الجوية الواقعة في جزيرة كريت، فوق السواحل اللبنانية والسورية على ارتفاع 11 الف قدم حيث تمكنت الرادارات الروسية من رصدها خلال استطلاعها القريب لقاعدتي حميميم وطرطوس.

وفي هذا الإطار، نقل موقع «ستراتفورد» الاميركي عن مصادر عسكرية واستخباراتية تحذيرها من أنّ تدابير «أكثر عدائية» قد تُتخذ ضد إسرئيل، وإعادتها الغضب الروسي إلى اربعة عوامل:

1ـ تنفيذ إسرائيل ضربتها في وقت حساس بالنسبة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إذ تحمّله الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها مسؤولية الهجمات الكيميائية في سوريا وتسميم الجاسوس الروسي سيرغي سكريبال في المملكة المتحدة بشكل مباشر.

2ـ  عدم توقّع بوتين ربط عامل الأعصاب الذي استخدم لتسميم سكريبال وابنته بمزاعم الهجوم الكيميائي على دوما.

3ـ اشتباه بوتين في أنّ إسرائيل ضربت قاعدة «التيفور»، المنشأة الجوية السورية – الروسية – الإيرانية، بالنيابة عن الولايات المتحدة الأميركية، لاختبار رد موسكو إذا ما وقعت عملية أوسع نطاقاً؛ ولذلك يعارض الرئيس الروسي بشدة الضربة الإسرائيلية من أجل تجنّب أخرى أميركية بعدها، وفقاً للموقع.

4ـ تحذير بوتين إسرائيل بعد إسقاط طائرتها الحربية في 10 شباط الفائت من سلاح الجو الروسي سيرد عليها إذا ما شنت هجمات أخرى على أهداف في سوريا.

ولكن لماذا لم يتم التعامل مع الطائرات الاسرائيلية على غرار ما حصل في شباط الماضي؟ الخبراء العسكريون يؤكدون ان منظومات الصواريخ المضادة التي تم استخدامها هذه المرة هي من نوع «بانتسير-إس1»، والتي زودت روسيا سوريا ب 40 منظومة منها ، لحماية الأهداف العسكرية والمدنية أو لتغطية الأنظمة الصاروخية المضادة للجو المتوسطة والبعيدة المدى، مثل «إس ـ 300» و«إس ـ  400» من جميع التهديدات الجوية، وقد نجحت تلك المنظومة في اصطياد الصواريخ الاسرائيلية على مدى وصلت إلى 20 كم وارتفاع حتى 15 كم، مشيرين الى ان أنظمة الصواريخ الروسية البعيدة المدى «إس ـ 400» و«إس 300» المنشورة على الأراضي السورية، هي حصرا للدفاع عن المرافق الروسية، القاعدة الجوية في حميميم والخدمات اللوجستية في طرطوس، ولا تدخل في إطار مهماتها حماية المرافق السورية.

اشارة الى ان موسكو التي وضعت خطوطاً حمراء حول تحليق الطيران الاسرائىلي فوق سوريا، تغض الطرف عن اطلاق الصواريخ من الاجواء اللبنانية.