Site icon IMLebanon

حركة ناشطة للسفيرة الأميركيّة تحت عنوان الإستطلاع حول ملفيّ الرئاسة والجنوب لاضافة بصمة أميركيّة على عمل وأداء “الخماسية”

 

 

تستأنف “اللجنة الخماسية” تحركها مع بداية النصف الثاني من الشهر الجاري، بعد انقضاء عطلة العيدين واكتمال عقدها في لبنان مجددا، لاستكمال جولتها على الاطراف السياسية، لا سيما حزب الله و”التيار الوطني الحر”.

 

ووفقا للاجواء السائدة في الداخل والخارج، تستبعد الاوساط المراقبة ان تتمكن اللجنة المذكورة من احداث خرق في جدار ازمة ملف رئاسة الجمهورية، لكنها ستحرص في الوقت نفسه على تأكيد ديمومة عملها وعلى اظهار وحدتها، رغم التباين في ما بين بعض اعضائها حول الاسلوب المتبع تجاه هذا الملف.

 

وفي استراحة سفراء الدول العربية الاعضاء، نشط كل من السفيرة الاميركية ليزا جونسون والسفير الفرنسي هيرفيه ماغرو باجراء عدد من اللقاءات والاجتماعات المعلنة وغير المعلنة، وتمحورت حول امرين اساسيين: الملف الرئاسي والوضع في الجنوب.

 

وتقول مصادر مطلعة ان جونسون منذ تسلمها مهامها، بدأت ترسم الخطوط العريضة للنهج الذي ستتبعه، ليس على صعيد مشاركتها في “الخماسية” فحسب، بل ايضا على صعيد دورها الديبلوماسي في لبنان الذي تعرفه، باعتبار انها عملت فيه بين ٢٠٠٢ و٢٠٠٤ خلال تولي السفير فانسنت باتل رئاسة البعثة الاميركية.

 

وتضيف المصادر ان السفيرة الاميركية لم تخف ابداء ملاحظات عديدة على اسلوب واداء “اللجنة الخماسية”، حتى قيل في وقت سابق انها حرصت على تكرار هذه الملاحظات في اجتماعات اللجنة. وحرصت جونسون ايضا على اجراء لقاءات منفردة ومستقلة مع العديد من الاطراف كما سائر السفراء الاعضاء في اللجنة، لكنها تحدثت باسلوب متمايز عنهم.

 

ويقول مصدر سياسي ان جونسون تمتلك خبرات متنوعة من خلال الوظائف التي مارستها قبل تعيينها سفيرة في لبنان، فالى جانب خبرتها الديبلوماسية والسياسية تتميز ايضا بخبرة امنية، حيث عملت لفترة قصيرة كنائبة لقائد ومستشار الشؤون الدولية في الكلية الحربية الاميركية، وكذلك كمديرة في مجلس الامن القومي لشؤون الشرق الادنى في وزارة الخارجية. ويضيف المصدر ان هذه الخبرات، بالاضافة الى عملها سابقا في لبنان تجعلها سفيرة فوق العادة، وتوفر لها الامكانيات للعمل باكثر من ملف.

 

وفي الايام الماضية، اجرت جونسون لقاءات معلنة وغير معلنة مع نواب من مختلف الاتجاهات، تحت عنوان التعارف واستطلاع الآراء بشأن الوضع اللبناني عموما، وملفي الرئاسة والجنوب خصوصا.

 

ووفقا للمعلومات المتوافرة للمصدر، فان جونسون الى جانب ممارسة دورها الديبلوماسي كسفيرة لبلادها في لبنان، تعمل على توفير المزيد من المعلومات والتقارير التي ربما يحتاجها الموفد الاميركي اموس هوكشتاين في مهمته، بشأن اعادة الهدوء الى الحدود الجنوبية مع الكيان “الاسرائيلي”.

 

وحسب احد النواب من الذين التقوها مؤخرا، فان جونسون حرصت على تأكيد التزامها بالانخراط في عمل “الخماسية” من دون تحفظ كسائر السفراء الآخرين. ويلاحظ المصدر ان حركتها الناشطة مؤخرا، تعكس بوضوح رغبة الادارة الاميركية في تفعيل دورها المباشر بشأن الملف الرئاسي اكثر من الفترة السابقة، بعد ان كانت تكتفي بالمتابعة والمراقبة وابداء بعض الآراء العامة.

 

اما الملاحظة الثالثة، برأي المصدر، ان السفيرة الاميركية حريصة على اظهار التعاون مع السفراء الاربعة الآخرين الاعضاء في اللجنة بمن فيهم السفير الفرنسي، لكنها توحي بان هناك حاجة لتكوين مقاربة مشتركة بينهم تجاه طريقة التعاطي مع ملف الرئاسة. والملاحظة الرابعة ان جونسون لا تتطرق في لقاءاتها كثيرا الى “اللجنة الخماسية”، لكن يُفهم من خلال كلامها انها ترغب في اضافة بصمة اميركية اكثر وضوحا في عمل واداء “الخماسية” في المرحلة المقبلة.