IMLebanon

سفيرة أميركية لدى لبنان تنتظر وسفير فرنسي خبير بالملف الرئاسي

أكد مصدر ديبلوماسي لـ”النهار” أن الرئيس الاميركي باراك أوباما عيّن إليزابيت ريتشارد سفيرة لبلاده لدى لبنان لتحلّ محل السفير الحالي ديفيد هيل المنقول الى باكستان. تشغل ريتشارد منصب مساعدة نائب وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأوسط لاري سيلفرمان. ولم ترشح رسمياً بعد لدى لبنان لأنها تحتاج الى المثول أمام لجنة الشؤون الخارجية لمجلس الشيوخ لتقديم شهادة، والمجلس في عطلة صيفية حتى أيلول المقبل. ويعقب المثول الترشيح الرسمي. كما ان هيل لم يتمكن أيضاً من تقديم شهادة أمام اللجنة نفسها كمرشح سفير لدى باكستان.

وأعربت مصادر مواكبة للاتصالات الجارية من أجل انتخاب رئيس جديد للبلاد لملء الفراغ المسيطر على قصر بعبدا منذ 16 شهراً، عن أملها في أن تأتي السفيرة ريتشارد بتعليمات جديدة للمساعدة على انجاز هذا الاستحقاق بعد اقرار البرنامج النووي، وذلك بالتعاون مع سفير فرنسا الجديد لدى لبنان ايمانويل بون المتعمّق في الملف اللبناني، وتحديداً في موضوع التعثر الرئاسي، بصفته رئيساً لقسم شؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا في قصر الاليزيه، ومكلفاً من الرئيس فرنسوا هولاند متابعة هذا الملف بالاتصالات مع الافرقاء اللبنانيين ومع كل من السعودية وإيران.

وأشارت الى ان ريتشارد بدورها مطلعة على ما يجري من اتصالات لبنانية وعربية ودولية لإزالة العقبات التي منعت انتخاب رئيس للبنان حتى الآن، باعتبار أن سيلفرمان كان مكلفاً من وزير الخارجية الاميركية جون كيري تلقي الاتصالات حول هذا الملف، وكان قد اجتمع بممثلين للأحزاب والتيارات السياسية بعيداً من الضجيج الاعلامي، لأن بلاده بررت عدم التدخل على أساس أن ليس لها مرشح معين، وتركت خيار انتقاء مرشح تسوية للقوى السياسية.

وأفاد مطلعون على دور بون وسيلفرمان لـ”النهار” أن الأول كان يصيغ مهمات الموفد الرئاسي السفير جان فرنسوا جيرو الى كل من الرياض وطهران وبيروت وما أصابها من تعثر بسبب حصر المرشحين للرئاسة وعدم قبول أي طرف منهما بالانسحاب للآخر، على الرغم من نداءات البطريرك بشارة الراعي والقادة والأمين العام للامم المتحدة وبعض زعماء الاحزاب والتيارات السياسية، وقد تفرد الرئيس بري بموقفه عن موقف قوى الثامن من آذار بإرساله نواب كتلته لحضور الجلسات الانتخابية الـ26 التي دعا اليها ولم يتوافر فيها النصاب.

وذكر هؤلاء بأن بون هو صاحب اقتراح التمديد للرئيس ميشال سليمان قبل نهاية ولايته، بعدما تبيّن له صعوبة انتخاب خلف له، أو انتخاب رئيس تسوية غير المرشحين ميشال عون وسمير جعجع، أو تقصير ولاية الرئيس من 6 سنوات الى اربع، مع قابلية للتجديد مرة واحدة. ونقل عن هؤلاء ترددهم في الجزم اذا ما كانت واشنطن ستطلب من إيران تسهيل انتخاب الرئيس اللبناني أم أنها لن تقدم على ذلك، لأنها متأكدة من أن القيادة الايرانية لن تتجاوب مع ما تريد، كما كانت أبلغت جيرو أن انتخاب رئيس لجمهورية لبنان شأن لبناني واذا كان هناك من تدخل فسيكون مع الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله للتفاهم معه على تسوية، فيما السعودية هي مع الانتخاب في اقرب وقت ممكن، وان استقبال الملك سلمان للمرشح سمير جعجع منذ أيام قليلة دليل على دعمها له وعلى سياسته ومرونته لانتخاب رئيس تسوية للبنان.

ودعوا الى التريث لمعرفة ما اذا كانت طهران ستبدل موقفها مع المساعي الفرنسية الجدية خلال زيارة وزير الخارجية لوران فابيوس لايران السبت المقبل. ولفت مصدر الى أن اسماء المرشحين المطروحين تحاط بالكتمان الشديد، من أجل التفاهم على احدى الشخصيات والقبول بمرشح تسوية، والعارفون في الشأن الإيراني ولا سيما بالنسبة الى الموقف من الرئاسة، يؤكدون أن فابيوس لن ينجح في مهمته اذا لم تدعمها واشنطن وعواصم أخرى.