IMLebanon

مستودعات الجيش الأميركي فُتحت والتصعيد جنوباً واقع إلا إذا… 

 

 

ما جرى بين 25 و26 كانون الاول من تصعيد للعدو الاسرائيلي على انحاء واسعة من الجنوب، واستهداف للمستشار في الحرس الثوري الايراني في دمشق وصولاً الى استهداف المدنيين في حي الدورة في مدينة بنت جبيل هو تطور خطر، ورغم ان الجنوب اللبناني كله يتعرض للعدوان، مستمر ومتجدد منذ 8 تشرين الاول 2023، غير ان الحسابات السياسية والعسكرية ورمزية مدينة بنت جبيل ستستدعي رداً وتغييراً في شكل المعركة.

 

لقد اصبح من المؤكد ان العدو يرغب في اشعال حرب، ونتنياهو يسعى لتوريط داعميه وتوسيع رقعة الاشتباك واخراج الازمة من داخل الكيان لتتحول الى ازمة عالمية ودولية تخفف عنه المواجهة والمسؤولية والخسائرالتي يتكبدها جيش العدو وبخاصة الوية النخبة رغم حضور افواج مقاتلة ومرتزقة من اكثر من 23 دولة حول العالم لدعم عمليته البرية في غزة اولاً ولتنضم الى وحداته المنتشرة في شمال الكيان على الحدود مع لبنان.

 

بعد 80 يوماً يعيش الخبراء العسكريون الاسرائيليون  صدمة، بعدما عثروا على كتب اكاديمية عسكرية لدراسة كيفية تفجير العربات والمدرعات الاسرائيلية. فالكتاب يشرح انواع الاليات والمدرعات وكذلك نقاط ضعفها باللون الاحمر. والواضح ان مهندسي القسام اعدوه، وفيه شرح لتركيب الاليات وكيفية تدميرها.

 

لقد تحول كل شاب في غزة الى مقاتل مدرب ومستعد للمواجهة، وهذا ما يفسر حجم الخسائر اليومية بعد التوغل شمالاً كما جنوباً في قطاع غزة، لكن الاخطر ما يحضر في الضفة الغربية لفلسطين، وما ينتظر على الجبهة الشمالية بعد استخدام دقيق ومتدرج ومحكم لمجموعة من الاسلحة وكذلك لبنك اهداف متحرك، بدأ من الصواريخ المضادة للتحصينات الموجهة والتي يختلف استخدامها بين استهداف المدرعات الى استهداف الاليات وصولاً الى استهداف التحصينات. لتستخدم صواريخ بركان ذات التدميرالكبير وكذلك المسيرات الانقضاضة المتفجرة، وخلال الاسبوع الاخير من السنة 2023 شكل دخول الصواريخ المضادة للطائرات عنصراً جديداً في توازن الردع الناشىء على الحدود الجنوبية مع فلسطين.

 

لقد اصبح مؤكدا ان الاسبوع الاول في كانون الثاني سيكون عنوان الاحداث، بعد دخول غزة يومها الـ100، لتصبح جبهة “البحر الابيض المتوسط” في تسابق مع “جبهة البحر الاحمر” لتشكيل “توازن ردع” يوقف تدحرج المواجهات اليومية من معارك لجبهات ثانوية الى جبهات اساسية في مواجهة العدو. فالقرار بتصعيد الاستهدافات للتحصينات الخلفية والتحشيد اتخذ، كما ان قرار تدمير مقومات الحياة في المستوطنات الشمالية للكيان سيتصاعد وربما تتحرك قواعد الاشتباك في العمق الجنوبي للبنان، كما سترتفع كمية صليات صواريخ المقاومة الفلسطينية في القطاع الغربي، كما سيدخلها الطيران العراقي المسير لتنفيذ معادلة توازن في “بحر منصات الغاز” كما المسيرات الانقضاضية للمقاومة اللبنانية على المحور الشرقي.

 

القرى السبع ومنطقة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ستكون عناوين المرحلة المقبلة لمرحلة ما بعد بعد القرار1701 والتي تترافق وفتح المستودعات الاميركية داخل الكيان والتي استخدم معظم مخزونها خلال 90 يوماً من المواجهات ويتم حالياً نقل اطنان القنابل والقذائف من مستودعات الحلف الاطلسي في اوروبا ومن حول العالم والبالغ عددها 812 قاعدة ومستودع منتشرين على كامل مساحة البحار الخمس المحيطة بشرق المتوسط، وليحتفظ الجيش الاميركي بمخزون قواعده ومستودعاته المنتشرة في المنطقة الوسطى والبالغ عددها 63 لمرحلة المواجهة الاقليمية المؤجلة الى حين…

 

على مدى 22 شهراً من المعارك في مسرح وسط اوكرانيا على “جبهة البحرالاسود” تم تفريغ المستودعات من القيادة الاميركية المركزية في اوروبا وبخاصة من المانيا وايطاليا… فهل سيكون انخفاض المخزون في الخط الثالث والخط الثاني للمستودعات وتحضيرات روسيا لهجوم مضاد بعد انتهاء عطلة الاعياد مع توازن الردع الناشىء على اكثر من جبهة في المنطقة الوسطى، السبب لتغيير حكومي في “اسرائيل” وتحرك الشارع الاميركي للضغط على بايدن، في خطوة تنقل الصراع الاميركي – الاميركي من الشرق الاوسط الى شوارع نيويورك والولايات الجنوبية…؟