IMLebanon

جلسة العار  

 

 

ليس من وصف لما أقدم عليه الكونغرس الأميركي، بجناحَيه النواب والشيوخ، باستقباله السفّاح بنيامين نتنياهو سوى بأنه العار… العار الذي سيبقى ملتصقاً بهذا المجلس ما دامت ولاية أعضائه الذين حوّلوا أنفسهم الى عبيد وجواري عند رجل مغرق في الفساد، وهو ملاحَق أمام قضاء البلد الذي يترأس حكومته بأربع قضايا فساد على الأقل، الى كونه ملاحقاً بجرائم حرب وعنصرية من محكمة العدل الدولية، وبالتالي هو معرّض بالضرورة للاعتقال في 134 دولة أعلنت موافقتها على الحكم الدولي بحق هذا المجرم الذي يبدو أنه خبير بأعضاء الكونغرس والفساد المستشري بين الكثيرين منهم.

 

لقد سمح هؤلاء النواب والشيوخ الأميركيون الغارقون في العار لزائر أجنبي، أياً كان موقعه في بلده، أن يهاجم جامعاتهم وطلابها من دون أن يرف جفن لواحد منهم يقف في وجهه، ويقاطعه، أو على الأقل يدعوه الى احترام البلد الذي يتحدث فيه.

 

أمّا هذه الحمية المصطنعة التي أظهرها أعضاء الكونغرس من خلال التصفيق الحاد والوقوف عشرات المرّات، لا سيما كلما كان الكلام عنصرياً ومقزّزاً، فإن دلت على شيء فإنما تدل على أن الولايات المتحدة الأميركية هي بؤرة الإرهاب الحقيقية والأولى في العالم، وهي رمز العنصرية المستدامة، وهي وراء الحروب والأزمات في العالم كله.

 

ثم كيف لم تصدر ردة فعل واحدة على وحشية هذا المجرم الذي كان كلامه مجموعة من الأكاذيب وقلب الحقائق وتصوير الحرب البربرية على غزة بأنها صراع بين الحضارة (المزعومة) والوحشية التي يقصد بها الشعب الفلسطيني.

 

لست أدري كيف كان الأعضاء في الكونغرس يقفون ويصفقون للجزار الذي أوقع أكثر من مئة وعشرين ألف مدني، بين شهداء وجرحى ومعوّقين جسدياً أكثريتهم من النساء والأطفال، إضافة الى دمار يقارب الـ 85 في المئة وتدمير المستشفيات… إن هكذا مشهداً هو دلالة فاضحة على انهيار سلّم القيَم والأخلاق في بلد يدًعي قيادة العالم.

 

في التقدير أن وصمة العار التي استحقها الكونغرس الأميركي، وبامتياز، ستلاحق الشعب الأميركي الطيب، الذي تسبب له أشخاصٌ انتخبهم ومنحهم ثقته ليس ليتسببوا له بهذا العار. فتحية الى التسعين عضواً الذين قاطعوا جلسة الاستماع الى السفاح نتنياهو، والى نائبة الرئيس (المرشحة الرئاسية) التي رفضت الحضور، والى طلاب الولايات المتحدة وجامعاتها حيث النبض الحقيقي للشعب الأميركي.

 

أما نتنياهو فإلى الاعتقال والسجن، و …الى مزبلة التاريخ.