تشدّد الولايات المتحدة الأميركية، بالنسبة إلى الوضع في جنوب لبنان وتطبيق القرار 1701، على أنّ «استعادة الهدوء على طول الخط الأزرق أمر في غاية الأهمية. ويجب أن يتمكّن المواطنون الإسرائيليون واللبنانيون من العودة إلى ديارهم والعيش في سلام وأمن». ويقول المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية سام ويربيرغ في حديثٍ خاص لـ»نداء الوطن»، بخصوص الحلّ الذي تطرحه واشنطن لوقف الحرب بين إسرائيل و»حزب الله»: «نحن نواصل دعوة القيادة اللبنانية إلى معالجة الدور المزعزع للاستقرار الذي يلعبه «حزب الله» في البلد والمنطقة، وضمان عدم استخدام لبنان كقاعدة انطلاق لعمليات المنظمات الإرهابية الأجنبية».
«حزب الله» يعتبر أنّه عند توقُّف الحرب قي غزة ستتوقّف الحرب بين لبنان وإسرائيل، بينما تقول الحكومة الاسرائيلية إنّها تفصل بين الجبهتين. فما هو رأي الإدارة الأميركية بهذا الخصوص؟ وهل يُمكن للولايات المتحدة أن تقدّم ضمانة للبنان بعدم شنّ إسرائيل حرباً على البلد بعد توقّف الحرب في غزة؟ يجيب ويربيرغ: «نواصل استكشاف كلّ الخيارات الديبلوماسية مع شركائنا الإسرائيليين واللبنانيين لاستعادة الهدوء وتجنُّب التصعيد. ولقد أوضحنا أنّنا لا نريد أن نرى هذا النزاع ينتشر». ويشير رداً على سؤال حول إمكانية عقد صفقة مع «حزب الله» تشمل ملفي الجنوب ورئاسة الجمهورية، إلى أنّ «الولايات المتحدة صنّفت «حزب الله» منظمة إرهابية وليس لها أي اتصال مباشر معه».
أمّا بالنسبة إلى استعداد واشنطن لتقديم مساعدة مالية للجيش اللبناني لكي يزيد عديده ويعزّز عناصره وإمكانياته للانتشار على الحدود الجنوبية، فلم تتبيّن بعد الخطوات الإضافية التي قد تتخذها الإدارة الأميركية في المستقبل، لكن ويربيرغ يؤكد أنّ «الولايات المتحدة ستظلّ شريكاً قوياً للجيش اللبناني وسنواصل تعاوننا الطويل الأمد».
على الضفة الفلسطينية – الإسرائيلية، وعلى رغم معارضة الولايات المتحدة، بدأت إسرائيل عملية عسكرية في رفح أقصى جنوب قطاع غزة. هل ستتخذ الإدارة الأميركية خطوات تجاه ذلك؟ وكيف ستمنع حكومة بنيامين نتنياهو من تتفيذ هذا المخطّط في رفح؟ يجيب ويربيرغ: «يظلّ موقفنا أنّ العملية العسكرية في رفح لا ينبغي أن تستمرّ من دون خطة ذات مصداقية وقابلة للتنفيذ لضمان سلامة ودعم أكثر من مليون شخص لجأوا إلى هناك». ويلفت إلى «أنّنا أوضحنا ذلك من البيت الأبيض الأسبوع الماضي، وناقش وزير الخارجية أنتوني بلينكن هذا الأمر أثناء وجوده في إسرائيل، وأكد الرئيس جو بايدن ذلك خلال مكالمته الأخيرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو».
أمّا بالنسبة إلى الحلّ الذي تعمل عليه واشنطن لتثبيت وقف إطلاق نار دائم في قطاع غزة، فيقول ويربيرغ: «إنّ المفاوضات مستمرّة لذا لا يمكننا مشاركة أي تفاصيل في الوقت الحالي». ويوضح، بالنسبة إلى تصوّر الولايات المتحدة لـ»اليوم التالي» في غزة، أنّ بلاده تواصل «إجراء محادثات مع شركائنا وحلفائنا في المنطقة حول هذه القضية». ويشدّد على أنّ «المهم أنّ هناك آلية موثوقة بعد هذه الحرب لتوفير الخدمات الأساسية للشعب الفلسطيني في غزة. والمهم أيضاً أن نواصل العمل الجاد نحو تحقيق سلام دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين ونحو إنشاء دولة فلسطينية».
على مستوى التهديدات الحوثية للملاحة في البحر الأحمر والتحالف الدولي ضدّ استهداف الحوثيين للسفن، يشدّد المتحدث بإسم «الخارجية» الأميركية على أنّ «الولايات المتحدة لن تتردّد في اتخاذ مزيدِ من الإجراءات للدفاع ضدّ الهجمات غير القانونية والمتهوّرة ضد السفن الأميركية والسفن التجارية الدولية من قبل الحوثيين». وإذ يشير إلى «حشد تحالف عالمي لإدانة الحوثيين ومحاسبتهم، بسبب هجماتهم غير القانونية والتخريبية المستمرّة ضد السفن العسكرية والبحرية الأميركية المرتبطة بأكثر من 50 دولة مختلفة في البحر الأحمر»، يجزم «أنّنا سنواصل العمل مع شركائنا لضمان الأمن البحري في هذه المنطقة المهمة».
وإذ ينفي ويربيرغ إجراء الولايات المتحدة أي مفاوضات مع إيران حيال الأوضاع في الشرق الأوسط، من غزة إلى جنوب لبنان وصولاً إلى البحر الاحمر، يؤكد أنّ واشنطن «ستواصل استخدام الأدوات المتاحة كافة، والتعاون مع شركائنا وحلفائنا لمواجهة محاولات إيران زعزعة استقرار المنطقة».