IMLebanon

بين إجراء الانتخابات الأميركية وظهور نتائجها وتشكيل الإدارة

 

مصادر متابعة: فترة سماح لإسرائيل لتفعل ما تريد

 

يرتقب العالم كله مسار الانتخابات الأميركية الرئاسية غدا الثلاثاء ونتائجها، لمعرفة التوجهات التي ستحكم العالم ولا سيما الشرق الأوسط، ولبنان بصورة خاصة بعد تشكيل الإدارة الجديدة، والتي يتوقف عليها كما يُقال دوما إمّا وقف الحرب الإسرائيلية العدوانية على مناطق لبنان كافة، وإمّا استمرارها لتحقيق بعض الأهداف إن لم يكن تحقيق معظمها أو كلها.

ولكن بحسب معلومات مصادر رسمية متابعة عن قُرب لـ «اللواء»، فإن الانتخابات الأميركية الرئاسية بغض النظر عن الفائز سواء أكانت كمالا هاريس الديمقراطية أو دونالد ترامب الجمهوري، لن تؤثر كثيراً على توجهات الدولة الأميركية العميقة في ما خصّ مصالح أميركا وسياساتها في الشرق الأوسط، لا سيما لجهة استمرار الدعم للكيان الإسرائيلي بكل الامكانات المالية والعسكرية والسياسية وفي كل المحافل الدولية.

 

وعلى هذا لا يُرتقب حصول وقف لإطلاق النار ولو حتى مؤقت، لا في لبنان ولا في غزة حتى بعد إجراء الانتخابات الأميركية، لأن الأمور ستأخذ وقتاً طويلاً لمعرفة النتائج أولاً، لا سيما إذا حصلت طعون من هذا الطرف أو ذاك كما حصل سابقاً وتأخّرت النتائج، ولمعرفة من سيكون الرئيس وأي سياسات ستتبنّى إدارته في الأمور والسياسات التكتيكية والاستراتيجية حيال أوضاع العالم.

وحسب المصادر يُفترض أن يواصل لبنان برغم القناعة ان لا شيء قريباً سيتحقق مساعيه لدى كافه الدول، معوّلاً بصورة خاصة على الجهد الفرنسي الذي تؤكد المصادر انه جِدّي وصادق، وإلى حد ما الإيطالي والقبرصي باعتبارهم من أقرب الأصدقاء الأوروبيين وأكثرهم شفافية في التعاطي مع لبنان. ولكن الإدارة الأميركية تدير ظهرها لكل المساعي الأوروبية لتحقيق وقف إطلاق النار في لبنان وتراعي مصالح إسرائيل على حسابه، وسبق وان أثارت تصرفاتها ومواقفها وانقلابها على الاتفاق الرئاسي الأميركي – الفرنسي أواخر أيلول الماضي لوقف الحرب، إستياءً أوروبياً وبخاصه لدى فرنسا من التعاطي الأميركي.

 

ولذا، تؤكد المصادر لـ «اللواء» ان الوضع ما زال يراوح مكانه منذ أكثر من شهر، برغم الاتصالات التي تجريها الدولة اللبنانية مع عواصم القرار والدول الصديقة، وبرغم الوعود والتعهدات التي يتلقّاها لبنان بالسعي لوقف العدوان الإسرائيلي ولا يجد ترجمة عميلة وميدانية له، وبرغم مهمات الموفد الأميركي آموس هوكشتاين الهادفة لتضييع الوقت، وبرغم كل الكلام عن دعم استقرار لبنان وسيادته ووحدته، بينما الوقائع على الأرض تشير الى عكس ذلك، ولا سيما ان ما سرّبه الإعلام الأميركي والإسرائيلي قبل زيارة هوكشتاين الى الكيان الإسرائيلي وبعدها عن الشروط والاقتراحات التي يحملها ويطرحها على لبنان، تشير بكل وضوح الى استحالة تنفيذها وعدم وجود الرغبة الحقيقية بوقف الحرب على لبنان، عدا عن أن لا نتنياهو ولا حزب لله يمكن أن يسلفا إدارة أميركية راحلة بعد شهرين أي خدمة سياسية مجانية.

وتقول المصادر: هناك دولة واحدة قادرة على لجم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو هي الولايات المتحدة الأميركية عبر أمرين: وقف الدعم العسكري المفتوح، وممارسة الضغط السياسي القوي عليه عبر أوراق القوة التي تمتلكها لدى بعض أعضاء القيادة الإسرائيلية السياسيين والعسكريين، لكنها لا تريد وليست غير قادرة، وتفضّل انتظار نتائج العمليات العسكرية علّها تحقق بعض «الانجازات» الاستراتيجية التي يُبنى عليها في السياسة وفي التسويات المقبلة. وهنا ستكون المرحلة بين إجراء الانتخابات الأميركية وظهور النتائج، ومن ثم تشكيل الإدارة الجديدة وتسلّمها مهامها في أوائل كانون الثاني المقبل، «فترة سماح» لمدة شهرين لنتنياهو يستفيد منها ليفعل ما يريد سواء في لبنان أو في غزة، وفترة لتحقيق مزيد من المجازر في لبنان وغزة.

وتكشف المصادر المتابعة لـ «اللواء» نقلاً عن جهات دبلوماسية مطّلعة عن قُرب، ان المرشح دونالد ترامب أبلغ نتنياهو خلال الاتصالات بينهما مؤخراً، ما معناه «انه حرّ التصرف طالما انه لا يحتمل وزر الحرب بل تتحمّلها إدارة بايدن الديموقراطية الحالية». أما إذا وصلت هاريس وأكملت سياسة إدارة بايدن فستترك القرار لنتنياهو في إكمال الحرب أو وقفها حسب المعطيات والظروف ان كانت مؤاتية أو معاكسة له على الأرض، أمّا إذا اختلفت سياستها وكانت حازمة بوقف الحرب ستتخذ قرارات عملية لوقفها، لكن بما لا يضرّ بمصالح أميركا وإسرائيل الكبرى في الشرق الأوسط، وبما يؤمّن لإسرائيل أن تكون كلمتها ويدها هي العليا خاصة إذا استمر الموقف والتحرك العربي الرسمي غير مؤثر.