IMLebanon

مرقص لـ«الديار»: العرب صوّتوا لإنهاء الحرب في الشرق مشهد الانتخابات كشف انقساماً في الشارع الأميركي 

 

 

يمكن القول إن الرئيس دونالد ترامب قد نجح في تحقيق الفوز بالرئاسة في الولايات المتحدة الأميركية، لكن هذا الفوز سيفرض تحديات كبيرة في الروزنامة الأميركية الداخلية والخارجية، وبالدرجة الأولى في الشرق الأوسط، حيث لا تزال الرهانات والتوقعات متضاربة حول ما يمكن أن تكون عليه السياسة الخارجية في المرحلة المقبلة على مستوى ملفات المنطقة، رغم أن ترامب لن يستلم مهامه قبل كانون الثاني المقبل.

 

وفي قراءة ميدانية لمجريات هذه الانتخابات ووقائعها على مستوى ملفات المنطقة والحضور العربي فيها، يتحدث رئيس مؤسسة «جوستيسيا» والعميد في الجامعة الدولية للأعمال في ستراسبورغ المحامي الدكتور بول مرقص، العائد من واشنطن عن المشهد الانتخابي لـ “الديار”، فيشير إلى «انقسام في الشارع الأميركي بين العرب والمسلمين وذوي الأصول الافريقية والمهاجرين، حيث انه وعلى مستوى العرب تحديداً، فقد كان هدفهم في هذه الانتخابات أن تقوم الإدارة الجديدة ببناء موقف واضح وصريح حيال كيفية إنهاء الحرب في الشرق الأوسط».

 

ويلاحظ «تأثيراً واضحاً للاستطلاعات والإحصاءات حول الديموقراطية في الولايات المتحدة، في العملية التي أدت إلى وصول ترامب، حيث أن استطلاعاً أجرته (AP-NORC)، قد أظهر أن 53% من الأميركيين يرون أن ديمقراطية بلادهم ضعيفة الأداء، وأن 28% فقط من الأميركيين راضون عن طريقة عملها الديمقراطية، وهو انخفاض حاد مقارنة بنسبة 61% التي سُجلت في عام 1984، بينما انخفضت نسبة ثقتهم في الحكومة إلى 22% فقط، فيما أظهر استطلاع آخر أجراه Center for American Progress في الفترة نفسها، أن 32% من الأميركيين يؤيدون الحكم العسكري أو زعيمًا قويًا يمكنه اتخاذ القرارات دون تدخل من الفروع الحكومية الأخرى، فيما كشف استطلاع آخر أن 23% من الأميركيين يعتقدون أن الوطنيين الحقيقيين قد يحتاجون إلى استخدام العنف لإنقاذ البلاد».

 

وعليه، وإلى جانب هذا التحول في نظرة الشارع الأميركي إلى سياسة وديموقراطية الولايات المتحدة، يتحدث عن واقع الحريات وأبرزها حرية التعبير «كحق أساسي في الولايات المتحدة مقارنةً بدولٍ أخرى تفرض قيوداً ربما عليها، فإنه حق جوهري محفوظ بموجب التعديل الأول لدستور الولايات المتحدة، لكنه يشهد تدهوراً ملحوظًا، حيث ان دراسةً أجراها معهد أبحاث كلية سيينا في عام 2022، كشف أن 55% الأميركيين، ذكروا أنهم امتنعوا عن التعبير بحرية خلال العام الماضي بسبب مخاوف من الإنتقام أو الإنتقادات الحادة، كذلك وبالمقارنة مع ما كانت عليه الحال قبل 10 سنوات، فإن 46% من الأميركيين يشعرون بأنهم أقل حرية في التعبير عن آرائهم السياسية، مقابل 21% فقط يرون أنهم أكثر حرية».

 

وعن التحديات التي واجهها الشارع الأميركي في ضوء الحراك الذي سجل عبر تحركت وتظاهرات طالبية احتجاجاً على الحرب في غزة، يلفت مرقص إلى أن «ما كان يُعرف بالحلم الأميركي لم يعد في متناول كثير من المواطنين في الولايات المتحدة، وخصوصاً أن استمرار عمليات الإبادة الجماعية في فلسطين، بالإضافة إلى هجمات العدوان المدمرة على لبنان، تشير بوضوح إلى تراجع الوجه الظاهر السلمي للنظام الديموقراطي الغربي، كما أنه بالنسبة للقيم الديموقراطية المنصوص عليها في الدستور الأميركي مثل حرية التعبير والحق في التجمع السلمي، فقد تم تقييدها تعسفيا مع تصاعد استياء المواطنين من السياسة الخارجية للولايات المتحدة، حيث ان الاحتجاجات الطالبية لم تواجه سوى بالمزيد من القمع من الشرطة».