بصرف النّظر عن المماطلة الخبيثة وعرقلة تشكيل الحكومة العتيدة والتي وصلت إلى غايتها مع حلول موعد الانتخابات الأميركيّة، المنطقة كلّها تشبه انقسام الفريقين اللبنانيين الشهيريْن الفريق السيادي ومشروع الحياد اللبناني الذي يُنادي به، والفريق الممانعجي بكلّ تبعيّته وأجندته الإيرانيّة، أمّا المنطقة فمذعورة من السعودية إلى مصر إلى كلّ الدول المتحافة معهما في جهة، وإيران المتآمرة على المنطقة كلّها تترّقب وتتربّص في نفس الوقت ما الذي ستسفر عنه انتخابات الشيطان الأكبر فمصيرها وآمالها معلّقة على فوز الحمار الأميركي الديمقراطي، جو بايدن مرشّح إيران وملاليها يصلّون ويدعون أن يفوز جو بايدن علّ الملفّ النووي يعود به الزّمن 4 سنوات إلى الوراء، إلى ما قبل دونالد ترامب وكوابيس عقوباته!
الأقرب إلى الواقع أنّ الّذين جاؤوا بحكومة حسّان دياب الصوريّة لم يتوقعوا مفاجأة 4 آب واضطرار حكومتهم الوهميّة للإستقالة، أمّا مناورة عودة الرئيس سعد الحريري إلى رئاسة مجلس الوزراء بحكومة إخصائيين، والتهليل الذي رافقها والتّرويج لحفلة تفاؤلٍ مصطنع قد تكون وصلت إلى خواتيمها، بالتّأكيد لن تصدر غداً صباحاً نتيجة الانتخابات الأميركيّة، ولا كيف سيكون شكل الوضع في حال تعذّر فوز دونالد ترامب إذ لا أحد يستطيع أن يعرف شكل المرحلة الأميركيّة المقبلة فما يُقال حولها كثير!
ما بين نهيم الفيل الجمهوري ونهيق الحمار الديمقراطي يتأرجح مصير إيران وحزب الله، ومن السخرية بمكان أن يعلّق فريق محور الشرّ في المنطقة آمال مشروعه الخبيث على نجاح جو بايدن، وكأنّ إمكانيّة فوز بايدن ستجري ترجمتها بتسليم الخليج العربي لإيران وتكريس قبضتها على العواصم العربية التي أعلنت إيران سقوطها في قبضتها، وللمناسبة لا يقل الفريق اللبناني الذي يترقّب فوز ترامب للمرّة أملاً عن حزب الله، مع أنّه لم يُحقّق ترامب للبنان شيئاً حقيقيّاً حتى في موضوع فرض العقوبات على الأسماء التي جرى تهديدها عشرات المرّات ولا تزال تسرح وتمرح!
قد تكون أكبر المخاوف في حال فوز بايدن وعودة الديمقراطيين إلى الحكم تكمن في عودة الإخوان المسلمين إلى الواجهة بدعمٍ من الحزب الديمقراطي، هذه المخاوف تجعلنا نفهم اليوم معنى جملة بارك أوباما الشهيرة “Now means now” التي قالها للرئيس الراحل حسني مبارك رحمات الله عليه، الذي حذّر الشعب المصري بُعيد أيام قليلة على انطلاق ثورة 25 يناير باليد الطولى لجماعة الأخوان وتسترها بعباءة الثورة! قد تكون الخلاصة الأميركية المفيدة بعيد الانتخابات هي “ترييح الرأس الأميركي” وترك المنطقة لأصوليتيْن سُنيّة وشيعيّة، تتحالفان أو تتحاربان المهم أن تُنفّذا المشهد المطلوب تقسيم المنطقة، وستعود مخططات ضم غزّة إلى سيناء، حتى في لبنان تفاجأ الإعلام بحزب يحمل إسم ولاية لبنان كأنها المرة الأولى التي يعلن فيها عن نفسه!!
العالم يترقّب، من لبنان إلى الصين، أمّا في لبنان فالبعض منشغل بوزير درزي من حصة “المير” يريد جبران باسيل فرضه على الحكومة ليقبض على الثلث المعطّل لتطيير حكومة الإنقاذ الوهمية، أزمة لبنان مستمرة في التفاقم وأعمق وأعقد بكثير حتى من انفجار 4 آب أزمتنا تختصر بأن يصرّ صهر العهد على استغباء الشعب اللبناني والإعلان عن عدم تدخله في عملية تشكيل الحكومة!!